الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الدفع أولا.. تايوان ليست أولوية في أجندة ترامب الرئاسية

  • مشاركة :
post-title
شي جين بينج ودونالد ترامب - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مقابلة أجراها مع شبكة "بلومبرج"، الشكوك حول دفاعه عن تايوان إذا تولى رئاسة البلاد في نوفمبر المقبل، إذ صرّح بأن دعم تايبيه مشروط بـ"الدفع أولًا" مقابل الحماية.

شكوك حول الحماية

قال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الأقرب للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، دونالد ترامب إن النهج الأمريكي تجاه الصين قد يكون متشددًا إذا فاز في الانتخابات، إذ تعهد بفرض رسوم جمركية على الصين تتراوح بين 60 و100%، لكنه سيتراجع عن حظر تطبيق تيك توك المملوك للصين.

وعندما سُئل ترامب عما إذا كان سيدافع عن تايوان ضد الصين إذا فاز في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، قال، إن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة للدفاع عنها، مضيفًا أن أمريكا "لا تختلف عن شركة تأمين" وأن تايوان "لا تقدم لنا أي شيء".

وقال الرئيس السابق لوكالة "بلومبرج": "تايوان تبعد عنا 9500 ميل، و68 ميلًا فقط عن الصين".

على جبهة أخرى، يرى جون بولتون، مستشار ترامب السابق للأمن القومي، أن تعليقات ترامب حول عدم جدوى محاولة الدفاع عن تايوان ليست جديدة؛ فقد سرد تحفظات مماثلة في كتابه، لكن موقف الجمهوريين سوف يأتي بمثابة ضربة للرئيس التايواني المنتخب حديثًا لاي تشينج تي.

وكتب أدريان آنج، الباحث في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، أنه من غير المرجح أن تؤثر تعليقات ترامب على مصداقية الولايات المتحدة على حلفائها وشركائها بالمنطقة، بالنظر إلى المكانة الفريدة التي تحتلها تايوان في السياسة الخارجية الأمريكية.

ونقلت مجلة "نيوزويك عن "آنج" قوله: "تعليقات ترامب لا تزال تندرج بشكل عام ضمن نطاق سياسة الغموض الاستراتيجي التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة فيما يتعلق بأي إجراء في حالة الطوارئ المتعلقة بتايوان".

أزمة الرقائق

وخلال حديثه لـ"بلومبرج"، اتهم ترامب -بدون أدلة- تايوان باستحواذها على ما يقرب من 100٪ من صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأمريكي السابق: "الشركة التايوانية استولت على ما يقرب من 100% من صناعة الرقائق الإلكترونية لدينا، وأنا أشيد بهم. ما كان ينبغي لنا أن نسمح بحدوث ذلك على الإطلاق".

وأضاف: "الآن نعطيهم مليارات الدولارات لبناء شرائح جديدة في بلدنا، وبعد ذلك سيأخذونها أيضًا، ويعيدونها إلى بلادهم".

وتنتج تايوان أكثر من 90% من أكثر الرقائق تقدمًا في العالم، معظمها من خلال شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Co Ltd (TSMC)، أكبر منتج في العالم ومورد رئيسي لشركة Apple وNvidia الأمريكيتين.

وتنفق شركة TSMC مليارات الدولارات على بناء مصانع جديدة في الخارج، بما في ذلك 65 مليار دولار على ثلاثة مصانع في ولاية أريزونا الأمريكية، على الرغم من أنها تقول إن معظم التصنيع سيبقى في تايوان.

وتحدث مارك ليو، رئيس الشركة التايوانية، أنه إذا هاجمت الصين تايبيه فإن مصانع الشركة ستصبح "غير قابلة للتشغيل".

وحاول بايدن خلال فترة ولايته الحالية إعادة المزيد من تصنيع الرقائق إلى بلاده من خلال المنح التي تغري شركات مثل TSMC وSamsung لتوسيع مرافق إنتاجها، لكن دون جدوى.

تايوان تعلّق

وردًا على تعليقات ترامب، أشاد رئيس الوزراء التايواني تشو جونج تاي باستعداد الجزيرة للدفاع عن نفسها، مشيرًا إلى زيادة إنفاقها العسكري وتوسيع برنامج التجنيد العسكري.

وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن تايوان تستورد جميع أسلحتها تقريبًا من الولايات المتحدة، ما يجعلها واحدة من أكبر المشترين للأسلحة المصنعة في واشنطن.

وقال رئيس وزراء تايوان، إن تايبيه ممتنة للولايات المتحدة على دعمها، وإن تايوان "تعمل بجد" للحفاظ على العلاقة مع زيادة قدراتها على الدفاع عن النفس "كعضو في المجتمع الدولي".

وأكد أن "تايوان والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية مشتركة تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مضيق تايوان، ونحن على استعداد لبذل المزيد من الجهود للدفاع عن أنفسنا وحماية أمننا".

وأوضح "تشو" أن الحكومة تأمل وتتوقع أن يحتفظ مصنّعو الرقائق التايوانيون بأنشطتهم البحثية والتطويرية داخل تايوان.

وقال إن "بقاء البحث والتطوير في تايوان هو الخيار الأفضل، وستحافظ الحكومة على هذه البيئة وستواصل العمل مع الصناعة"، داعيًا الشركات الأجنبية الأخرى إلى تأسيس أعمالها في تايوان.