"الصين أكبر تهديد لبلادنا".. هكذا تحدث جي دي فانس، نائب المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، في أول تصريحات له، معبرًا عن النهج الذي سوف تسلكه الإدارة الجمهورية المحتملة للبيت الأبيض لمواجهة النمو الصيني.
وقال "فانس" لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن ترامب سوف يتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا "حتى تتمكن أمريكا من التركيز على القضية الحقيقية، وهي الصين"، مضيفًا "هذا هو التهديد الأكبر لبلدنا ونحن منشغلون عنه تمامًا".
سبق وشن الرئيس الأمريكي السابق حربًا تجارية مع "التنين الأحمر" خلال فترة ولايته الماضية، فضلًا عن فرض العديد من الرسوم الجمركية على السلع الصينية.
فرض رسوم إضافية
وتحدثت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، أن "فانس" يقف بقوة خلف "ترامب" فيما يتعلق بفرض رسوم جمركية صارمة على السلع الصينية.
وقد شارك فانس في تأييد تشريعات من شأنها إنهاء مكانة الصين التجارية وفرض رسوم جمركية أعلى بكثير على العديد من المنتجات الصينية.
وفي سياق متصل، طرح الرئيس ترامب إمكانية فرض رسوم بنسبة تصل إلى 60% على جميع الواردات الصينية، وهو تحرك أشار إليه اقتصاديون بأنه قد يقلب التجارة العالمية رأسًا على عقب.
وتوقع باحثون، أن فرض تعريفة جمركية تصل إلى 60% على الواردات الصينية، من شأنه أن يؤدي إلى تقليص نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 2.5% في العام التالي، مما يخفض معدل النمو السنوي بأكثر من 50%.
زيادة التواجد العسكري
وبالتوازي مع هذا التركيز على الصين، سينضم فانس إلى فريق من المستشارين الذين يطالبون باستثمار المزيد من الموارد العسكرية في منطقة المحيط الهادئ، في محاولة لصد التهديدات الصينية، بحسب صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية.
وأكد فانس في تصريحات سابقة، ضرورة تفادي أي هجوم صيني محتمل على تايوان، مشيرًا إلى أن واشنطن لا خيار لديها سوى جعل تايوان أولوية على حساب أوكرانيا، فيما يتعلق بإرسال الأسلحة.
وقال روبرت أوبراين، مسؤول ترامب السابق الذي تم ترشيحه على نطاق واسع لمنصب رفيع في إدارة جمهورية مستقبلية، إن البحرية الأمريكية يجب أن تحرك حاملة طائرات من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، والنظر في إعادة نشر قوات مشاة البحرية بأكملها إلى المحيط الهادئ.
قلق أوروبي
من ناحية أخرى، يثير تركيز فانس على الصين مخاوف بالغة بين المسؤولين الأوروبيين، الذين يرون في ذلك عدم التزام من جانب ترامب تجاه أوكرانيا والتحالفات الأوروبية.
وفي حديثه لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، اعتبر مسؤول أوروبي كبير أن تعيين فانس كان "كارثة" بالنسبة لأوكرانيا، في حين قال مسؤول دفاع سابق في المملكة المتحدة لـشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن إدارة ترامب المستقبلية قد تبدأ في "تفكيك حلف شمال الأطلسي".
وأوضح فانس في مقال نشر في فبراير الماضي، أن الولايات المتحدة قدمت "غطاءً أمنيًا" لأوروبا لفترة طويلة جدًا، مضيفًا: "السؤال الذي يجب على كل دولة أوروبية طرحه على نفسها هو: هل أنتم مستعدون للدفاع عن أنفسكم؟.. والسؤال الذي يجب على الولايات المتحدة طرحه هو: إذا لم تكن الدول الأوروبية قادرة على الدفاع عن نفسها، فهل هم حلفاء أم عملاء؟".