بعد تنفيذ الصين لتدريبات عسكرية استمرت يومين بهدف معاقبة تايوان، وقف النائب مايكل مكول من تكساس اليوم الاثنين، إلى جانب رئيس الجزيرة المنتخب حديثًا، لاي تشينج تي، وأصدر وعدًا للدفاع عن تايبيه، في تحدٍ واضحٍ لبكين.
وقال مكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية الأمريكية: "يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على القدرة على مقاومة أي استخدام للقوة أو الإكراه الذي قد يعرض أمن شعب تايوان للخطر. هذا ما نقف من أجله، وهذا ما نستمر في قوله".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سافر مايكل مكول، هذا الأسبوع إلى تايبيه مع وفد من المشرعين الأمريكيين الآخرين في محاولة، كما قال، لإظهار أن الحكومة الأمريكية تقف جنبًا إلى جنب مع "لاي" وتايوان.
وتأتي الرحلة في وقت عصيب، فقط بعد أيام من أداء "لاي" اليمين الدستورية، وتعهده في خطاب تنصيبه بالدفاع عن سيادة تايوان، لترد الصين بمحاصرة الجزيرة، التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها باعتراف القانون، بالسفن البحرية والطائرات العسكرية.
وقبل أيام قليلة فقط، أجرت الصين "تدريبات عسكرية استمرت يومين في مضيق تايوان للتعبير عن استيائها من الرئيس لاي"، كما أخبر لين تشيا لونج، وزير الخارجية التايواني، مكول في مؤتمر صحفي يوم الاثنين. ووصف "لين" التدريبات الصينية بأنها "عرض قوي".
الأولوية لتايوان
حتى مع تردد العديد من الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي عن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، ظل الدعم لتايوان مسعى ثنائي الحزب إلى حدٍ كبيرٍ. فضلًا عن ذلك، جادل عدد من المحافظين بأن الولايات المتحدة يجب أن تسحب استثماراتها في أوكرانيا، وبدلًا من ذلك تعزز الردع في منطقة الهند والمحيط الهادئ. وفي أبريل، صوت مجلس النواب للموافقة على 8 مليارات دولار لتايوان في تصويت منحاز بنتيجة 385 مقابل 34، حسبما ذكرت "نيويورك تايمز".
وفي هذا الصدد، أكد مايكل مكول، أنه "حتى مع وجود نقاشات حول مسارح الحرب الأخرى، يمكنني أن أخبركم أنه لا يوجد انقسام أو اختلاف عندما يتعلق الأمر بتايوان في الكونجرس".
صفقات طائلة من الأسلحة
حتى مع وجود عقبات سياسية قليلة للموافقة على دفعات جديدة من المساعدات لتايوان، نما العدد الكبير من الطلبات غير المسلمة للأسلحة والمعدات العسكرية إلى الجزيرة من الولايات المتحدة؛ ليصل إلى ما يقرب من 20 مليار دولار.
وفي الوقت الحالي، يشكل الجزء الأكبر من المخزون غير المسلم طلبًا وافقت عليه إدارة ترامب في عام 2019 لـ 66 مقاتلة من طراز F-16، والذي يشكل أكثر من 40 في المائة من المخزون المتأخر، حسبما ذكر إريك جوميز، باحث في معهد كاتو في واشنطن.
وأكد الباحث الأمريكي، أن العناصر الأخرى التي تنتظرها تايوان تشمل نظام الدفاع الساحلي هاربون، ومنصات إطلاق الصواريخ المتنقلة المسماة HIMARS ودبابات أبرامز.
وترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الثمانية مليارات دولار الإضافية من الدعم العسكري لتايوان ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ التي وافق عليها الكونجرس، لن تحدث فرقًا كبيرًا في المخزون المتأخر.
قلق كبير في تايوان
وذكرت "نيويورك تايمز" أن هناك مخاوف متزايدة بصمت بين مؤيدي تايوان من أن الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، سيصبحون متورطين في صراعات أخرى مستعصية -في أوكرانيا والشرق الأوسط- والتي ستؤدي إلى تآكل قدرتهم على إرسال الأسلحة أكثر.
وبدوره قال مايك مكول: "لا أريد لأحد أن يعتقد أننا لا نستطيع دعم تايوان بسبب أوكرانيا"، مضيفًا أن "الأشياء التي تذهب إلى أوكرانيا قديمة، وهي أشياء قديمة لحلف الناتو؛ كل هذا جديد لتايوان. لكنني أعتقد فقط أن قاعدتنا الصناعية الدفاعية مثقلة الآن، ولا يمكنها التعامل مع هذا الكم من الصراعات في العالم".
الصين تحذر
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين، إن زيارة المشرعين الأمريكيين لتايوان تنتهك التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على علاقات غير رسمية فقط مع الجزيرة، وأنها قدمت "احتجاجات رسمية".
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، أن الصين تعارض بشدة العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وتايوان، وتعارض تسليح تايوان، و"تحث المشرعين الأمريكيين المعنيين على التوقف عن اللعب بورقة تايوان".