الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسالة ردع للرئيس الجديد.. الصين تجرى أكبر مناورات حول تايوان

  • مشاركة :
post-title
مناورات عسكرية صينية حول تايوان

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

كشف الجيش الصيني، اليوم الجمعة، أن الهدف من المناورات العسكرية الجارية حاليًا حول تايوان، هو اختبار قدرتها على "الاستيلاء على السلطة" داخل الجزيرة، في رسالة ردع للرئيس الجديد لاى تشينج تى.

جاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه جيش الصين، اليوم الثاني من التدريبات واسعة النطاق التي تحيط بالجزيرة. وهذه التدريبات هي الأكبر منذ أكثر من عام، وتأتي بعد أيام فقط من أداء لاي تشينج القسم رئيسًا لتايوان، والذي دعا في خطاب تنصيبه، الاثنين الماضي، الصين إلى وقف ترهيبها لتايوان.

ونددت بكين برئيس تايوان ووصفته بأنه "انفصالي خطير". وبدأ جيش التحرير الشعبي الصيني، الذي يتفوق على جيش تايبيه في التسليح، المناورات، أمس الخميس، وأرسل سفنًا حربية وطائرات مقاتلة حول تايوان وجزرها النائية فيما وصفه بأنه "عقاب قوي على الأعمال الانفصالية لقوات تايوان".

وقالت قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، اليوم الجمعة، إنها تواصل التدريبات على جانبي سلسلة جزر تايوان "لاختبار القدرة على الاستيلاء على السلطة بشكل مشترك، وشن هجمات مشتركة واحتلال المناطق الرئيسية".

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وتعهدت بكين باستعادة الجزيرة، وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، أن "إعادة التوحيد الحتمي" للجزيرة مع البر الرئيسي لا يمكن تأجيله إلى أجل غير مسمى.

وتجري المناورات التي تستمر يومين، والتي تشمل عمليات مشتركة للجيش والبحرية والقوات الجوية والقوات الصاروخية الصينية، في مضيق تايوان، وهو مسطح مائي ضيق يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين، وكذلك في شمال وجنوب وشرق تايوان، وفقا لما أعلنه جيش التحرير الشعبي الصيني.

وللمرة الأولى، شاركت في مناورات جيش التحرير الشعبي الصيني أيضًا خفر السواحل الصيني، الذي يعمل في مناطق حول جزر كينمن وماتسو وووكيو ودونجين النائية في تايوان، الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للصين.

وأدانت وزارة الدفاع التايوانية التدريبات العسكرية الصينية، ووصفتها بأنها "استفزازات غير عقلانية"، وأرسلت قواتها البحرية والجوية والبرية ردًا على ذلك.

وخلال الفترة بين الساعة السادسة من صباح الخميس، والساعة السادسة من صباح الجمعة، رصدت الوزارة 49 طائرة صينية، بما في ذلك 35 طائرة عبرت الخط الوسط، وهو نقطة ترسيم غير رسمية في مضيق تايوان لا تعترف به بكين، ولكنها كانت تحترمه إلى حد كبير حتى السنوات الأخيرة.

وبحسب وزارة الدفاع التايوانية، تم رصد إجمالي 19 سفينة حربية صينية وسبع سفن لخفر السواحل قرب مضيق تايوان.

وأوضح خبراء عسكريون من تايوان، أن مناورات الخميس، تحاكي لأول مرة هجوما واسع النطاق، وليس حصارًا اقتصاديًا. ونقلت وسائل الإعلام التايوانية عن الخبير العسكري تشيه تشونج، قوله إن التدريبات الجارية تهدف إلى "محاكاة غزو مسلح واسع النطاق لتايوان".

وقال جيش التحرير الشعبي الصيني، إن تدريباته ركزت على دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي المشتركة، وتوجيه ضربات دقيقة على أهداف رئيسية، وعمليات متكاملة داخل الجزيرة وخارجها لاختبار "القدرات القتالية الحقيقية المشتركة" لقواته.

وتدربت الصين مرات عديدة على تطويق تايوان بطائرات مقاتلة وسفن بحرية خلال العام الماضي. وكانت تايبيه قد أبلغت عن زيادة طفيفة في عمليات التوغل في المياه والمجال الجوي التايواني في الفترة التي سبقت تنصيب لاي.

ونفذت الصين أول عملية "تطويق" لها في أغسطس 2022، عقب زيارة تاريخية قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي، لمحاكاة حصار على جزيرة تايوان الرئيسية بسفن وطائرات وضربات صاروخية.

وقال جيش التحرير الشعبي إن مناورات الخميس كانت "عقابًا قويًا على الأعمال الانفصالية لقوى استقلال تايوان وتحذيرًا شديد اللهجة من تدخل واستفزاز قوى خارجية".

وفي الوقت نفسه، أصرت وزارة الخارجية الصينية على أن المناورات كانت "خطوة ضرورية ومشروعة" لحماية السيادة الوطنية. قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانجج وين بين: "أريد أن أؤكد أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين. هذه حقيقة تستند إلى التاريخ والوضع الراهن الحقيقي. وهذا لن يتغير في المستقبل. استقلال تايوان محكوم عليه بالفشل".