في تصريحات حاسمة وجهت أنظار العالم نحو الشمال، أعلن ميكائيل بيدن، وزير الدفاع السويدي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لفرض هيمنته على بحر البلطيق، مشيرًا إلى أن جزيرة جوتلاند السويدية تقع تحت مرمى نظره.
وقال بيدن لشبكة RND الألمانية إنه واثق من أن بوتين لديه "عين على جوتلاند"، في إشارة إلى الجزيرة السويدية ذات الأهمية الاستراتيجية، مضيفًا أن "هدف بوتين هو السيطرة على بحر البلطيق".
ويرى وزير الدفاع السويدي أنه "إذا سيطرت روسيا على بحر البلطيق وأغلقته، فسيكون لذلك تأثير هائل على حياتنا - في السويد وجميع البلدان الأخرى المطلة على بحر البلطيق، مؤكدًا أنه لا يجب ألا يصبح بحر البلطيق ملعبًا لبوتين حيث يرهب أعضاء الناتو.
وتواجدت ناقلات النفط الروسية مؤخرًا في المنطقة الاقتصادية الخالصة للسويد قبالة الساحل الشرقي لجوتلاند. ويعمل الأسطول المقدر بنحو 1400 سفينة خارج القطاع البحري الرسمي ولا يشكل رسميًا جزءًا من أي قوات مسلحة، لذا فإن حلف شمال الأطلسي ليس لديه سوى القليل من السلطة للتصرف.
وفي الشهر الماضي، قالت السويد إن المفوضية الأوروبية ستبحث سبل التعامل مع أسطول الظل النفطي الروسي في حزمة العقوبات التالية.
بعد أن تم نزع سلاحها في عام 2005، أعادت السويد إرسال قوات دائمة إلى جوتلاند في عام 2016، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014. وأصبحت السويد أيضًا أحدث عضو في الناتو في مارس - مما يعني أنها مشمولة بالمادة 5 من الحلف التي تضمن أن جميع الأعضاء الآخرين يأتون للدفاع عن بعضهم البعض إذا تعرضوا للهجوم.
روسيا تتراجع
كانت الحكومة الروسية قد حذفت من موقعها الإلكتروني، مقترحًا لوزارة الدفاع بشأن خطة لتغيير حدود روسيا على بحر البلطيق وتوسيع مياهها الإقليمية المتاخمة لفنلندا وليتوانيا، دون إعطاء أي تفسير، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقبل حذف المشروع، نشرت ثلاث وكالات أنباء روسية رئيسية بيانًا نسبته لـ"مصدر دبلوماسي عسكري" لم يذكر اسمه ينفي فيه أن يكون لدى موسكو أي خطط لمراجعة الحدود بين الدول في بحر البلطيق أو لمراجعة مياهها الإقليمية.
وطرحت الوزارة، في وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة للمناقشة العامة، قائمة بالإحداثيات المعدلة للنقاط التي تحسب عندها المياه الإقليمية الروسية، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء.
وقالت الوثيقة إن الوزارة تريد تعديل إحداثيات النقاط التي تحسب عندها المياه الإقليمية لروسيا، مشيرة إلى وثيقة أقرها الاتحاد السوفيتي في عام 1985 لتبرير المقترح.
لماذا جوتلاند؟
وتقع جزيرة جوتلاند في قلب بحر البلطيق، وتعد نقطة استراتيجية مهمة بين العاصمة السويدية ستوكهولم وجيب كالينينجراد الروسي. ووفقًا لبيدن، فإن "من يسيطر على جوتلاند، يسيطر على بحر البلطيق".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الروسية عن خطط لتوسيع المياه الإقليمية الروسية في بحر البلطيق، مما أثار قلقًا دوليًا واسعًا.
تحظى الجزيرة بأهمية عسكرية بالغة، حيث تعتبر مركزًا للسيطرة على حركة المرور البحرية والعمليات العسكرية في المنطقة. وقد عززت السويد دفاعاتها على جوتلاند وسط مخاوف من هجوم روسي محتمل.
وإذا ما تمكنت روسيا من السيطرة على جوتلاند، فقد تهدد دول الناتو من البحر وتنهي السلام والاستقرار في منطقة الشمال والبلطيق. وهذا سيكون له تأثير كبير على جميع الدول المطلة على بحر البلطيق، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وترى "بوليتيكو"، أن اهتمام بوتين بجوتلاند مدفوع بأهميتها الاستراتيجية في بحر البلطيق، والتي من شأنها أن تمكن روسيا من ممارسة نفوذ أكبر على المنطقة وربما ترهيب أعضاء الناتو.