الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرئيس الروسي يعزز التعاون مع بكين.. بوتين يزور "موسكو الصغيرة" في الصين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده معرضا تجاريا في مدينة هاربين بشمال الصين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته الحالية للصين، إلى مدينة "هاربن" في شمال شرق الصين، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم "موسكو الصغيرة" بسبب عدد سكانها الروس الكبير تاريخيًا والهندسة المعمارية ذات الطراز الأرثوذكسي الروسي.

وزار بوتين كنيسة "شفاعة السيدة العذراء" التابعة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في مدينة هاربن، عاصمة مقاطعة هيلونج جيانج الصينية القريبة من الحدود مع روسيا.

ويشار إلى أن "كنيسة شفاعة السيدة العذراء"، هي الكنيسة الأرثوذكسية الوحيدة العاملة في هاربن. وتم بناء الكنيسة على الطراز البيزنطي وفقًا لتصميم المهندس المعماري يولي جدانوف في ستة أشهر - وتم تنفيذ البناء في الفترة من 1 يونيو إلى 14 ديسمبر 1930.

وتشكّل روسيا موردًا أساسيًا للصين في مجال الطاقة، خصوصا بعد العقوبات الغربية على موسكو التي قلّصت بشكل حاد، صادراتها من النفط والغاز.

وقال بوتين في افتتاح معرض تجاري روسي صيني في هاربين، اليوم الجمعة، إن "روسيا مستعدة وقادرة على أن تغذي من دون انقطاع الاقتصاد الصيني، الشركات، والمدن بطاقة مقبولة الكلفة ونظيفة بيئيًا".

وأضاف "بينما يقف العالم على مشارف الثورة التكنولوجية المقبلة، نحن مصمّمون على تعزيز التعاون الثنائي في مجال التقنية المتقدمة والابتكار على الدوام".

وتأتي زيارة بوتين لهاربين في إطار السعي لتعزيز العلاقات التجارية. فالمدينة التي يقطنها عشرة ملايين نسمة، تقع على بضع مئات من الكيلومترات من الحدود الروسية وتعدّ محورية في التبادلات بين الجانبين.

وكانت مدينة هاربين ذات يوم تحمل لقب "موسكو الصغيرة" وقد أسسها المستوطنون الروس في القرن العشرين. وتنخرط مدينة هاربين في الكثير من التجارة مع روسيا، ويختار بعض الأشخاص الذين يعيشون هناك -البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة- تعلم اللغة الروسية.

وتشكّل روسيا موردًا أساسيًا للصين في مجال الطاقة، خصوصًا بعد العقوبات الغربية على موسكو التي قلّصت بشكل حاد، صادراتها من النفط والغاز.

وقال بوتين في افتتاح معرض تجاري روسي صيني في هاربين، اليوم الجمعة، إن "روسيا مستعدة وقادرة على أن تغذي من دون انقطاع الاقتصاد الصيني، الشركات، والمدن بطاقة مقبولة الكلفة ونظيفة بيئيًا".

وأضاف "بينما يقف العالم على مشارف الثورة التكنولوجية المقبلة، نحن مصمّمون على تعزيز التعاون الثنائي في مجال التقنية المتقدمة والابتكار على الدوام".

والتقى الرئيس الروسي نظيره الصيني شي جين بينج في بكين في أول رحلة خارجية له منذ تنصيبه لولاية جديدة كرئيس لروسيا. وأعلن الزعيمان أنهما سيعملان على تعميق علاقاتهما العسكرية الوثيقة بالفعل، وهذا هو الأحدث في سلسلة من التصريحات والإشارات التي تشير إلى أن العلاقة الدافئة بين البلدين قوية كما كانت في أي وقت مضى.

وفي مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من اجتماعهما، أمس الخميس، وقبل أن يجلس الزعيمان في حفل موسيقي احتفالًا بالذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات الرسمية بين الصين وروسيا، أشاد "بوتين" بالمحادثات "الودية" مع "شي".

وفي المقابل، قال "شي" إن الصداقة بين الصين وروسيا "أبدية" و"أصبحت نموذجا لنوع جديد من العلاقات الدولية". ووقّع الرئيسان بيانًا مشتركًا لتعميق "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين بلديهما.

وحسب الجارديان، ينظر كل من شي وبوتين إلى الآخر باعتبارهما حليفين في نظام عالمي موازي "متعدد الأقطاب" قادر على تحدي النظام العالمي الذي تقوده واشنطن.

وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "بوتين الروسي وشي الصيني يحتفلان بمعارضة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة".

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، في مقال تحت عنوان "بوتين يزور الصين لتعزيز التحالف المناهض للولايات المتحدة"، وأشارت إلى أن "زعيمي روسيا والصين عززا تحالفهما المناهض للولايات المتحدة في أول زيارة دولة لبوتين خلال ولايته الخامسة الجديدة في منصبه".

ولفتت إلى الزعيمين التقيا 40 مرة على مدى 15 عامًا من العلاقات التي بدأت في عام 2009، عندما كان شي لا يزال نائبًا لرئيس الصين.

وفي العام الماضي، سجلت التجارة الثنائية بين روسيا والصين رقمًا قياسيًا بلغ 240.1 مليار دولار، وهناك دلائل تشير إلى أن المزيد من السلع، بما في ذلك التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، يمكن أن تصل إلى روسيا من الصين عبر دول ثالثة، وفق الصحيفة البريطانية.

وأعلن البيان المشترك عن خطط لتوسيع التدريبات العسكرية المشتركة. وفي العام الماضي، انضم أسطول بحري صيني إلى القوات البحرية والجوية الروسية في بحر اليابان لإجراء تدريبات مشتركة. وفي مارس، أجرت القوات البحرية الصينية والروسية مناورات مشتركة في خليج عمان، إلى جانب القوات الإيرانية.

وكتب ألكسندر جابويف، مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا في برلين، في مقال نشر هذا الأسبوع: "لم يسبق أن كانت روسيا بعيدة عن أوروبا إلى هذا الحد منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، ولم تكن في تاريخها بأكمله متشابكة إلى هذا الحد مع الصين".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مقال تحت عنوان: "زيارة بوتين للصين تسلط الضوء على العلاقات العسكرية التي تثير قلق الغرب"، إنه "في حين أن الصين وروسيا ليسا حليفين رسميين ملتزمين بالدفاع عن بعضهما البعض بالدعم العسكري، فقد عملت قواتهما المسلحة معا بشكل أوثق في السنوات الأخيرة. وأجرت قواتهما الجوية والبحرية مناورات عسكرية مشتركة".

واعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن زيارة الدولة التي قام بها فلاديمير بوتين إلى الصين كانت بمثابة توبيخ واضح للولايات المتحدة بعد أن حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشهر الماضي الصين على التخلي عن دعمها للحرب الروسية في أوكرانيا.