الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بالأغاني السوفيتية.. الصين تستقبل بوتين في زيارة الشراكة الاستراتيجية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني شي جين بينج يستقبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع قيام الدول في جميع أنحاء العالم بتشديد العقوبات على روسيا في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، كان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديق قوي هو الزعيم الصيني شي جين بينج، الذي أعلن عن شراكة "بلا حدود" مع روسيا قبل أسابيع من العملية العسكرية الروسية.

وقد أدت الحرب إلى التقارب بين الزعيمين واقتصاديهما، حيث وصلت التجارة إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وزادت روسيا وارداتها من السلع الأساسية من الصين، بينما اشترى المشترون الصينيون الوقود الروسي بسعر مخفض.

واليوم الخميس، رحب الرئيس الصيني بالرئيس الروسي في الصين في زيارة تستغرق يومين، وهو الاجتماع الرابع لهما شخصيًا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وتم الترحيب بزعيم الكرملين في حفل كبير، ضم مسيرة عسكرية و"فرقة تعزف الأغاني السوفيتية القديمة"، وأطفال يهتفون، كما ذكرت BBC.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، أشاد الزعيم الصيني والرئيس الروسي بالعلاقة "الاستراتيجية" بين بلديهما.

وقال الرئيس الصيني إن بكين وموسكو اتفقتا على ضرورة التوصل إلى "حل سياسي" للحرب الروسية الأوكرانية، دون أن يذكر أي تفاصيل.

وقال بوتين إنه سيبلغ شي "بالوضع حول الأزمة الأوكرانية" خلال اجتماعهما غير الرسمي في المساء.

وفي بيان روسي صيني عن اليوم الأول للزيارة رحبت موسكو باستعداد بكين للمساعدة في التسوية السياسية 

للأزمة في أوكرانيا؛ تعارضان موسكو وبكين إطالة أمد الصراع في أوكرانيا وانتقاله إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها. 

ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية الرسمية عن بوتين قوله إن العلاقات الروسية الصينية "ليست موجهة ضد أحد".

وقال: "إن تعاوننا في الشؤون العالمية اليوم هو أحد عوامل الاستقرار الرئيسية على الساحة الدولية. معًا، نتمسك بمبادئ العدالة والنظام العالمي الديمقراطي الذي يعكس حقائق متعددة الأقطاب ويستند إلى القانون الدولي".

كما أشادت الصين وروسيا بنمو التجارة الثنائية بينهما، ووقعتا سلسلة من الاتفاقيات الجديدة.

صداقة رفيعة المستوى

مع تعزيز الزعيمين لسلطتهما، يبدو أن العلاقة بين شي وبوتين تتعزز أيضًا. فرغم تراجع رحلات بوتين إلى الخارج منذ اندلاع الحرب، لكن هذه الرحلة تمثل ثاني رحلة له إلى الصين منذ بدء عمليته العسكرية الشاملة، والاجتماع الشخصي الرابع بين الزعيمين.

والتقى الزعيم الصيني بنظيره الروسي 43 مرة، أي أكثر من أي زعيم آخر منذ وصوله إلى السلطة في عام 2012.

خلال تلك الفترة، أجرى شي مكالمة هاتفية واحدة -علنية- مع الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتقى بالرئيس الأمريكي جو بايدن شخصيًا مرتين على هامش القمم الدولية، منذ تولى بايدن منصبه في عام 2021.

وتعد زيارة هذا الأسبوع أول رحلة دولية لبوتين منذ أن بدأ فترة رئاسية خامسة بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة. وهي تعكس الزيارة التي قام بها شي إلى روسيا في مارس 2023، والتي كانت أول رحلة خارجية للزعيم الصيني بعد أن بدأ فترة ولاية ثالثة.

موسكو الصغيرة

خلال الزيارة، من المقرر أن يسافر بوتين، غدًا الجمعة، إلى "المدينة الأكثر روسية في الصين" وفق تعبير BBC، وهي المركز الشمالي الشرقي لمدينة "هاربين". حيث سيزور معرضًا تجاريًا صينيًا روسيًا، للتأكيد على قوة الروابط الاقتصادية بين البلدين.

وكانت مدينة هاربين ذات يوم تحمل لقب "موسكو الصغيرة" وقد أسسها المستوطنون الروس في القرن العشرين.

وعلى الرغم من اختفاء الكثير من الهندسة المعمارية ذات الطراز الأرثوذكسي، إلا أنها لا تزال تحتفظ بكاتدرائية القديسة صوفي المهيبة في وسط المدينة.

كما تنخرط مدينة هاربين في الكثير من التجارة مع روسيا، ويختار بعض الأشخاص الذين يعيشون هناك -البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة- تعلم اللغة الروسية.

لذا، علّقت المراسلة البريطانية لورا بيكر بأنه "من المؤكد أن بوتين سيشعر بأنه في بيته" هناك، لافتة إلى أن هذا "سيكون هذا بمثابة وسيلة لإظهار التاريخ المشترك والعلاقات المشتركة والأيديولوجية المشتركة بين البلدين".

عقوبات وتقارب

فرض كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعديد من حلفائهم وغيرهم في جميع أنحاء العالم مجموعة من العقوبات التي تستهدف الكيانات الروسية وتدفق البضائع من وإلى الدولة المتحاربة. وقد شملت هذه الجهود الحد من إيراداتها من الصادرات الرئيسية مثل الوقود، فضلًا عن قدرتها على الوصول إلى التكنولوجيات والسلع ذات التطبيقات العسكرية.

وعلى الرغم من جهود الغرب لعزل حكومة بوتين وتقليص خزائنها الحربية، فاق الاقتصاد الروسي التوقعات السابقة، لينمو بنسبة 3.6% في عام 2023، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي.

وجاء النمو المفاجئ بعد الانكماش الذي شهدته البلاد في عام 2022، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الروسية.

وحقق البلدان العام الماضي 240 مليار دولار من التجارة الثنائية، ليصلا إلى هدف تجاوز 200 مليار دولار من التجارة الثنائية بحلول عام 2024 قبل الموعد المحدد. وقد دفع هذا الصين إلى تصنيف الشريك التجاري الأول لروسيا، كما أعلن بوتين العام الماضي، حيث أكد مساعده الرئاسي لوسائل الإعلام الرسمية الروسية أن بلاده تجاوزت الاتحاد الأوروبي.

ومع قيام الاتحاد الأوروبي بخفض مشترياته من الوقود الروسي ومحدودية الصادرات التي تتراوح بين السلع عالية التقنية إلى معدات النقل، عززت الصين صادراتها من السلع الصناعية والتجارية إلى البلاد، مثل المركبات والآلات والأجهزة المنزلية، حسبما تظهر البيانات الرسمية.

وفيما انخفضت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى روسيا بنحو 60% منذ بداية الحرب، عززت الصين صادراتها، وأرسلت بضائع بقيمة تزيد على 110 مليارات دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 65% منذ عام 2021.

استخدام مزدوج

تحصل روسيا على المزيد من المركبات والآلات وأشباه الموصلات من الصين أكثر من أي وقت مضى. وزعمت الحكومات الغربية أن بعض هذه السلع لها استخدام عسكري مزدوج، وأنها تدعم القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية والحرب في أوكرانيا.

وفي زيارة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بكين أواخر الشهر الماضي، حذر القادة الصينيون من أن الولايات المتحدة ودول أخرى ستتحرك إذا لم تتحرك بكين لوقف هذا التدفق.

كما ضغط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيرته في المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على الزعيم الصيني بشأن مثل هذه الإمدادات خلال زيارته إلى فرنسا الأسبوع الماضي.

وقالت فون دير لاين بعد الاجتماع إن "هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحد من تسليم المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا".

وسبق أن انتقدت بكين الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها وجهت "اتهامات لا أساس لها" بشأن "التبادلات التجارية والاقتصادية الطبيعية" بين الصين وروسيا.

لكن حسب تحليل لشبكة CNN، فإن محللين في الولايات المتحدة أشاروا إلى علامات ناشئة ومحتملة على أن الصين قد تسعى إلى خفض هذه الواردات، مع انخفاض صادرات الصين الشهرية إلى روسيا في كل من مارس وأبريل مقارنة بنفس الفترات من عام 2023، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية الرسمية.