في أول رحلة خارجية له منذ توليه رئاسة روسيا، في ولايته الخامسة، يطير الرئيس فلاديمير بوتين، إلى الصين بدعوة من نظيره شي جين بينج، من أجل زيادة فرص التعاون بين البلدين، وتعميق العلاقات التجارية، في خضم الحرب الروسية الأوكرانية التي تجاوزت عامها الثاني.
بعد أن بدأ فترة ولايته الخامسة، يسافر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين في أول زيارة خارجية له، ومن المتوقع أن يصل إلى بكين الخميس 16 مايو، بدعوة من الرئيس شي جين بينج، وتستمر الزيارة حتى الجمعة 17 مايو.
وكون الصين هي الوجهة الخارجية الأولى لبوتين، ما يؤكد حقيقة العلاقة الوثيقة بين القوتين النوويتين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واللذان من المتوقع مناقشة مجموعة كاملة من قضايا الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، ويحددان المجالات الرئيسية لمواصلة تطوير التعاون العملي الروسي الصيني، ويتبادلان وجهات النظر بالتفصيل حول القضايا الدولية والإقليمية الأكثر إلحاحًا.
وإلى جانب لقاء الرئيس الروسي، من المقرر أن يجري بوتين مشاورات مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج ويناقش معه، من بين أمور أخرى، القضايا الاقتصادية، ومن المقرر أن يزور بوتين بكين وهاربين، عاصمة مقاطعة هيلونج جيانج الشمالية.
ومنذ الحرب التي شنتها موسكو على أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب عليها، ظلت روسيا معزولة دوليًا، ولم تدن الصين الهجوم الروسي، وحافظت على موقف محايد تجاه العالم الخارجي، حيث تدعم بكين شريكها القديم.
ولا تزال الصين شريكًا تجاريًا مهمًا لروسيا، رغم انهيار الصادرات الصينية إلى روسيا مرة أخرى في أبريل، إلا أن التجارة الثنائية نمت بشكل عام في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة 7.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 543.7 مليار يوان (70 مليار يورو).
ووفقًا لمعهد IFO ومقره ميونخ، فإن نحو ثلث المنتجات الخاضعة للعقوبات مفقودة في روسيا مقارنة بفترة ما قبل الحرب بسبب قيود التصدير التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، إلا أن الصين هي أهم بلد منشأ بديل للمنتجات الخاضعة للعقوبات بالنسبة لروسيا.
وبناءً على ذلك، فإن 61% من جميع المنتجات الخاضعة للعقوبات تأتي الآن من الجمهورية الشعبية، وفي عام 2021، بلغت هذه النسبة 35% فقط.
وفي المقابل تستفيد الصين من واردات الطاقة الروسية الرخيصة والقدرة على الوصول إلى موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك إمدادات الغاز المستمرة عبر خط أنابيب "قوة سيبيريا".