تخطط حكومة المكسيك لإعادة هيكلة السلطة القضائية وتغيير دستورها لتحقيق هذه الغاية، وهو ما تنظر الولايات المتحدة وكندا إليه بعين القلق، واعتباره اضطرابًا دبلوماسيًا كبيرًا، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وعلى خلفية انتقادات الإصلاح القضائي المخطط له، تريد المكسيك قطع اتصالاتها الدبلوماسية مع سفيري الولايات المتحدة وكندا، وقال الرئيس اليساري لوبيز أوبرادور، إن الاتصالات مع الممثلين الدبلوماسيين للبلدين سيتم تجميدها حتى يظهروا الاحترام لقرارات المكسيك الداخلية.
مخاوف من استقلال القضاء
تنص المبادرة التشريعية، على الانتخاب المباشر لجميع القضاة الفيدراليين من قبل الشعب المكسيكي، وهو ما دفع السفير الأمريكي كين سالازار والسفير الكندي جرايم كلارك، لإبداء مخاوفهما بشأن استقلال القضاء المكسيكي في المستقبل، ويمكن أن يكون للتغييرات الدستورية المقترحة تأثير سلبي على العلاقات التجارية مع المكسيك.
وتجمع الدول الثلاث علاقات تجارية مهمة، فهم أطراف متعاقدة في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "USMCA" وتعد المكسيك أكبر الشركاء التجارييين الأكثر أهمية للولايات المتحدة، بحسب المجلة.
احتجاج قضائي
احتجاجًا على الإصلاح، أضرب نحو 1700 قاضٍ فيدرالي مكسيكي عن العمل لفترة غير محددة لمدة أسبوع، كما توقف آلاف الموظفين القضائيين عن العمل، وتتعامل المحاكم الفيدرالية مع القضايا العاجلة فقط.
وحاول السفير الأمريكي، تهدئة الأمور، قائلًا: "كما عبرنا في مذكرتنا الدبلوماسية بتاريخ 23 أغسطس الجاري، فإننا نحترم دائمًا سيادة المكسيك".
ومن المقرر أن ينهي الرئيس القومي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في المكسيك، فترة ولايته التي استمرت ست سنوات في غضون ما يزيد قليلًا على شهر، وستخلفه وريثته السياسية كلوديا شينباوم، التي تدعم أيضًا الإصلاح القضائي، كأول رئيسة للبلاد، أكتوبر 2024.
شينباوم امتداد لـ"أوبرادور"
من المقرر أن تتولى شينباوم منصبها خلفًا للرئيس الشعبوي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي قاد اليسار إلى السلطة بالمكسيك عام 2018، ولم يعد مسموحًا له بالترشح لولاية ثانية، وكانت استراتيجية "العناق بدلًا من الرصاص" استراتيجية أوبرادور لمكافحة جذور الجريمة المتصاعدة في المكسيك.
واستندت السيدة البالغة من العمر 61 عامًا إلى شعبية حليفها السياسي القديم، الرئيس المكسيكي اليساري المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وحزبهما مورينا.
ويُنظر إليها على أنها استمرار لعهد أوبرادور، الذي عززت برامجه للرعاية الاجتماعية شعبية حزب مورينا، وكان لها تأثير إيجابي على حياة الفقراء.
وتعهدت شينباوم بمواصلة سياسات سلفها، بما في ذلك معاشات التقاعد لجميع كبار السن، والمنح الدراسية لأكثر من 12 مليون طالب، والأسمدة المجانية لأصحاب المزارع الصغيرة.
أكبر انتخابات بالمكسيك
كانت انتخابات المكسيك، التي جرت يونيو الماضي، أكبر انتخابات في تاريخ البلاد، وتم تسجيل أكثر من 98 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم.
وبالإضافة إلى الرئاسة، يتنافس ما يقرب من 70 ألف مرشح على أكثر من 20 ألف منصب، منها مناصب أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء البلديات وحكام الولايات.