يتوجه المواطنون المكسيكيون، غدًا الأحد، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية هي الأكثر دموية في تاريخ بلادهم الحديث، وذلك بعد اغتيال 37 مرشحًا في سلسلة هجمات، كان آخرها قتل مرشح لمنصب محلي في ولاية بويبلا بوسط البلاد، أمس الجمعة، خلال تجمع انتخابي.
وستشهد المكسيك، للمرة الأولى تولى امرأة رئاسة البلاد، إذ تنحصر المنافسة على المنصب بين مرشحتي الحكومة والمعارضة، ليكون اقتراعًا تاريخيًا ينهي قرونًا من هيمنة الرجال على المنصب السياسي الأعلى في البلاد.
الأوفر حظًا
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يبدو أن الناخبين المكسيكيين سينتخبون، غدًا الأحد، كلوديا شينباوم كأول رئيسة لهم، لتتولى المنصب خلفًا لسلفها الشعبي من الحزب نفسه، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.
ومن المتوقع إلى حد كبير أن تفوز مرشحة الحزب الحاكم "شينباوم" في انتخابات الغد، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة المكسيك.
ووعدت رئيسة بلدية مدينة مكسيكو السابقة شينباوم، بمعالجة أسباب الانحراف حتى يكون للشباب الحق في حياة غير مرتبطة بالجريمة المنظمة، كما وعدت بـمكافحة الإفلات من العقاب.
وقالت شينباوم، التي تنتمي لحزب "مورينا" الحاكم، إن حقيقة وجود مرشحتين رئيسيتين في الانتخابات تعتبر دلالة على أن المجتمع المكسيكي بدأ يتطور أخيرًا، وفقًا لـ "BBC".
وتعتمد شينباوم، التي تتقدّم في استطلاعات الرأي إلى حد كبير، على خبرتها كرئيسة لبلدية العاصمة بين 2018 و2023، إذ انخفض عدد جرائم القتل إلى 742 في عام 2022 مقابل 1309 في عام 2019، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.
المرشحة المنافسة
وخلال حملتها، اتهمت جوشيتل جالفيز، التي تخوض الانتخابات مرشحة عن ائتلاف المعارضة المحافظ، الحكومة بالمحسوبية وإساءة استخدام السلطة على نطاق واسع.
وانتقدت أيضًا الإنفاق الاجتماعي خلال السنوات الست التي أمضاها الرئيس لوبيز أوبرادور في السلطة، باعتباره عملية أسيئت إدارتها ولم توزع بشكل عادل.
وقالت "جالفيز" في آخر مناظرة تلفزيونية لها في مواجهة السياسات الاجتماعية للحكومة: "عجزت الموازنات الشهرية للمكسيكيين عن الإيفاء بالالتزامات، وهناك 9ملايين شخص يعيشون في فقر مدقع"، واعدة بتخفيض سن المعاش من 65 إلى 60 عامًا.
جرائم متزايدة
وأصبحت جرائم العنف من أبرز القضايا في السباق الرئاسي هذا العام، إذ اضطر حزب الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الحاكم، إلى تقديم ما يدافع به وسط معدل جرائم القتل الآخذ في الارتفاع، بينما تسعى المعارضة إلى استغلال هذا للمطالبة بالتغيير.
وشاب مسار الحملة الانتخابية أعمال عنف، إذ قُتل أكثر من 30 مرشحًا وانسحب مئات آخرين مع تنافس جماعات الجريمة المنظمة على تنصيب زعماء ودودين.
وفي الأربعاء الماضي -اليوم الأخير من الحملة- صوّر مسلح نفسه وهو يطلق النار على مرشح المعارضة لمنصب عمدة المدينة خورخي هويرتا كابريرا في بلدة كويوكا دي بينيتيز، غيريرو، وسقط متأثرًا بالرصاص في الهجوم، وفقًا لمكتب المدعي العام بالولاية.
وبذلك ارتفع عدد المرشحين الذين تم اغتيالهم في إطار انتخابات 2024 إلى 37 مرشحًا، وهو ما يزيد بمرشح واحد على العدد خلال انتخابات التجديد النصفي لعام 2021، عندما اغتيل 36 مرشحًا، حسبما تشير بيانات مؤسسة إنتجراليا للاستشارات الأمنية.