أظهر مؤتمر الحزب الديمقراطي، الذي استمر أربعة أيام، في ولاية شيكاغو، مدى التغيير بين طريقة كامالا هاريس، مرشحة الحزب للانتخابات الأمريكية المقبلة، وجو بايدن، الذي اعتذر في منتصف السباق، مانحًا الفرصة لنائبته لمواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الخامس من نوفمبر المقبل.
وتعتمد المرشحة "هاريس" على الرسائل الإيجابية والعاطفية، وسط تحذير من الفرحة المفرطة للحزب، وكشف موقع "تاجز شاو" الألماني عن 5 أشياء تعتمد عليها كامالا هاريس في سباقها نحو البيت الأبيض.
1- الثقة بدلاً من التحذير
عندما كان جو بايدن لا يزال مرشح حزبه، كانت رسالته الأكثر أهمية هي التحذير بشأن دونالد ترامب، ونهاية الديمقراطية التي ستصاحب رئاسته المتجددة.
وعلى الرغم من أن "هاريس" حذّرت من ترامب في خطابها من نواحٍ عديدة، مثل أن ترامب ليس رجلاً يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وعواقب السماح له بالعودة إلى البيت الأبيض ستكون خطيرة للغاية، لكنها كانت تحمل رسالة إيجابية أكثر سعادة وأكثر تفاؤلاً.
ومع شعار حملتها "الحرية"، الذي حمل تعريفًا مختلفًا عن تعريف الحزب الجمهوري، وعلى سبيل المثال، حرية اتخاذ القرارات المتعلقة بالجسد، وحرية العيش دون خوف من العنف المسلح.
2. محتوى قليل.. عاطفة كبيرة
فيما يتعلق بالمحتوى، تظل "هاريس" دون تعمق في موضوعاتها، ولقد وعدت بسياسة تقوي الطبقة الوسطى، واقتصاد يفتح الفرص لمحاربة النقص في السكن، ومواصلة النضال من أجل حقوق الإجهاض.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فمن الواضح أنها ملتزمة بحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، ومواصلة العمل على وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط وتحرير المحتجزين في غزة، وفوق كل شيء، وتعتمد هاريس على العاطفة، على الشعور والتقدم والتغيير.
وقالت "هاريس": "فإن خصومنا في هذا السباق يوجدون هناك كل يوم، يشوهون سمعة أمريكا ويتحدثون عن مدى فظاعة كل شيء".
3- محارب مبتهج
وفي الوقت الذي قضت فيه كامالا هاريس أربع سنوات في منصب نائب الرئيس الأمريكي، لا يزال العديد من الناخبين لا يعرفون سوى القليل عنهم.
كان هذا الخطاب أول فرصة كبيرة لها لإعادة تقديم نفسها، ولطالما صوّرها الجمهوريون على أنها يسارية متطرفة، بينما وصفها ترامب بـ"الشيوعية".
ويصفها بأنها امرأة أضعف من أن تؤكد نفسها على المسرح العالمي اليوم، وقد واجهت هاريس ذلك بقوة، وتحدثت بالتفصيل عن تاريخ عائلتها وتحدثت عن الفترة التي قضتها كمدعي عام.
وقالت لدى قبولها الترشيح وتعهدها بأن تصبح رئيسة لكل الأمريكيين: "طوال حياتي المهنية، لم يكن لدي سوى عميل واحد: الشعب".
ووعدت بالوقوف في وجه الطغاة، وكان زوجها قد وصف هاريس في خطابه بأنه "محارب مبتهج"، وهذا بالضبط ما قدمته في ظهورها اليوم.
4. وطنية ديمقراطية جديدة
تسود رغبة جديدة بين الديمقراطيين في إظهار الوطنية، ومع تردد صيحات كثيرة بين الجمهور: "الولايات المتحدة الأمريكية"، وتلويح المندوبين بلافتات عليها أعلام الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يرغب الديمقراطيون في ترك هذه الروح والحالة الوطنية بهذه السهولة للجمهوريين، الذين يعتبرون أنفسهم الوطنيين الحقيقيين الوحيدين في عهد ترامب.
5. صدمة عام 2016
يشعر الديمقراطيون بالصعود وتزايد الثقة، بعد أن حققت هاريس أخيرًا مكاسب في استطلاعات الرأي الشهر الماضي؛ وجمعت أربعة أضعاف ما جمعه ترامب، وعادةً ما تعطي مؤتمرات الحزب زخمًا جديدًا للحزب.
ومع ذلك فقد حذّر عدد من المتحدثين في مؤتمر الحزب من الثقة المفرطة في النصر، مثل ميشيل أوباما: "بغض النظر عن مدى شعورنا بالرضا اليوم أو غدًا أو بعد غد، فإنها ستكون معركة صعبة".
وقالت هيلاري كلينتون عن هزيمتها أمام ترامب 2016: "لقد تركنا أكثر من فوز انتخابي يفلت من بين أصابعنا، رغم أننا كنا واثقين من الفوز، لأننا سمحنا لأنفسنا بالتشتت، لا ينبغي أن يحدث ذلك مرة أخرى، لكن دور هاريس في هذه الحملة الانتخابية مختلف يجب عليها نشر الثقة والتفاؤل".
تقدم هاريس في الاستطلاعات
وفي آخر استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز" أظهر أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس تتقدم الآن على الجمهوري دونالد ترامب، في ولايات ميشيجان، وويسكونسن، وبنسلفانيا، إذ حصلت الديمقراطية هاريس على نسبة تأييد تبلغ 50% في ميشيجان وكذلك في بنسلفانيا وويسكونسن، وينتهي الأمر بترامب الجمهوري بنسبة 46%.
ووفقًا للنظام الانتخابي المتبع في الولايات المتحدة، فإن الولايات الثلاث المكتظة بالسكان في الغرب الأوسط تعتبر مفتاح الفوز لكلا الحزبين، وغالبًا ما يتم تحديد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فيما يسمى بالولايات المتأرجحة، التي لا يمكن حسمها بشكل واضح لأحد المعسكرين السياسيين.
بعد نجاة المرشح الجمهوري دونالد ترامب من محاولة اغتيال فاشلة، خلال فعالية انتخابية في ولاية بنسلفانيا، قبل ما يزيد على شهر، أوصت الخدمة السرية فريق حملة دونالد ترامب بالتوقف عن عقد تجمعات كبيرة في الهواء الطلق والأماكن المفتوحة.