استغلت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس قصة حياتها كمهاجرة لتعزّز مكانتها بين الناخبين، مفضّلة التركيز على رسائل الوحدة والتنوع، وذلك لتحقق التوازن بين الطموح السياسي والحساسية تجاه القضايا العرقية في المجتمع الأمريكي، وتعاملت "هاريس" بذكاء وحكمة مع الهجمات العنصرية من جانب منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وتعد هاريس، أول امرأة ملونة يتم ترشيحها من قِبل حزب أمريكي كبير في الانتخابات الرئاسية، تعاملت بمهارة وذكاء مع قضايا العِرق خلال حملتها الانتخابية لعام 2024.
وفي خطاب قبولها في المؤتمر الديمقراطي، استغلت هاريس قصة عائلتها المهاجرة وارتباطاتها بحركة الحقوق المدنية، لكنها تجنبت التطرق المباشر إلى العنصرية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "أكسيوس" الأمريكية.
ترشيح تاريخي وحملة ذكية
ترشيح هاريس على الرغم من كونها من أصول سوداء وجنوب آسيوية، أعاد تشكيل ملامح حملة 2024، ما دفع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى شن هجمات اعتبرها الكثيرون عنصرية وجنسية.
ورغم ذلك، لم تقع هاريس في فخ الرد على هذه الهجمات، بل ركزت على تعزيز صورة نفسها كجزء من قصة الهجرة الأمريكية المشتركة، حيث ولدت والدتها في الهند ووالدها في جامايكا.
استراتيجية هاريس في التعامل مع ترامب
أثناء المؤتمر الوطني الديمقراطي، اختارت هاريس التركيز على رسالة موحدة، بعيدة عن الانقسامات العنصرية، في حين أن ترامب شكك مرارًا في ذكائها وأخطأ في نطق اسمها، ما ذكّر الأمريكيين بجهوده السابقة لوصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه غير أمريكي، وتجاهلت هاريس هذه الهجمات وركّزت على إبراز قوة التعددية العرقية في أمريكا.
وفي خطابها بالمؤتمر الوطني الديمقراطي، أشارت هاريس إلى تربية مختلطة الأعراق، واحتفت بحركة الحقوق المدنية وموسيقى الجاز التي قدمها الفنانون السود.
وكانت كلماتها في المؤتمر أكثر تفاؤلاً من المواجهة، حيث وصفت ترشيحها بأنه فرصة للأمة لإعادة ضبط نفسها بعيدًا عن المعارك القديمة، مؤكدة أن ترامب يمثل جزءًا من المرارة والانقسامات في الماضي.
هجمات ترامب العنصرية
وفقًا لتقرير "أكسيوس"، بعد أن أظهرت هاريس تفوقًا في بعض استطلاعات الرأي بين الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء، اتجهت حملة ترامب إلى رسائل استفزازية عنصرية، حيث أشارت إلى أن رئاسة هاريس ستؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في الضواحي البيضاء.
دعم المجتمعات الملونة
وركّزت هاريس في خطابها على إشارات لمجتمعات الملونين، مثل الإشارة إلى أسطورة الجاز مايلز ديفيس ومحامي الحقوق المدنية ثورجود مارشال.
استخدمت كلمة "تقرير المصير" مرتين، لتصف زواج والديها وكذلك قضية الفلسطينيين، في إشارة إلى الناشطين بأنها تظل تقدمية في قلبها رغم التعديلات التي أجرتها على مواقفها بشأن بعض القضايا.