تسعى كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى إعادة تقديم نفسها لأمريكا وإظهار التباين الحاد بينها وبين منافسها الجمهوري دونالد ترامب اليوم الجمعة، عند قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وبرزت هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي قبل أكثر من شهر بقليل، عندما أُجبر بايدن (81 عامًا) على الانسحاب من السباق، وإذا فازت فإنها ستكتب التاريخ كأول امرأة تُنتخب رئيسةً للولايات المتحدة.
ووفقًا لمعاوني هاريس (59 عامًا)، فإنها تخطط للحديث عن حياتها كابنة لأب من جامايكا وأم من الهند، وستستعرض خططها للتعامل مع ارتفاع التكاليف وتعزيز الحريات الشخصية، بما في ذلك حقوق الإجهاض، وفقًا لـ"رويترز".
خطاب التتويج
وفي خطاب سيكون بمثابة تتويج للمؤتمر الوطني للحزب، الذي استمر أربعة أيام في شيكاغو، تعتزم هاريس -وفقًا لمعاونيها- توجيه انتقادات حادة لترامب، إذ سعى الديمقراطيون على مدى الأيام الثلاثة الماضية إلى تقديم أنفسهم باعتبارهم صوت القيم الأمريكية، من البلدات الصغيرة وحتى ما وراء البحار.
خارج مقر انعقاد المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو، تجمع نحو 200 من المناصرين للفلسطينيين للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة.
ووفقًا لـ"رويترز"، تُعد هذه القضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام بين الديمقراطيين، ولم تحظَ باهتمام كبير في المؤتمر، وهو ما قد يتسبب في إلحاق أضرار بهم في الانتخابات.
تقدم هاريس
وفي تحليل لأحدث استطلاعات الرأي منذ أول أغسطس الحالي حول المرشح المفضل للناخبين الأمريكيين السود، تبين أن هاريس حصلت على 76% من أصواتهم، بينما حصل ترامب على 16% فقط، أي بفارق 60 نقطة بين المرشحين، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وفي كل انتخابات رئاسية منذ عام 1963، كان الديمقراطيون الأوفر حظًا بالحصول على أصوات الناخبين من أصل إفريقي، إذ حصلوا على 88% من أصوات السود في عام 2016 و87% في 2020.
انسحاب بايدن
لكن قبل انسحاب بايدن من السباق نحو البيت الأبيض، وصفت المجلة دونالد ترامب بأنه كان المرشح الجمهوري الوحيد منذ عام 1960 الذي حصد أصوات عدد من الناخبين السود أكبر من أي مرشح رئاسي جمهوري في التاريخ، وأظهر استطلاع للرأي في مارس الماضي أنه قد يفوز بما يصل إلى 17% من أصواتهم.
وتغير الوضع عقب انسحاب بايدن، وأصبحت استطلاعات الرأي تبدو أفضل بالنسبة للديمقراطيين، إذ تشير كل مراكز تجميع الاستطلاعات الوطنية حاليًا إلى أن هاريس في المقدمة، لكنها في الوقت نفسه لا تزال تكافح للوصول إلى المستويات التي حققها كل أسلافها الديمقراطيين خلال العقود الماضية.
موازين الانتخابات
كان أحدث استطلاع رأي لـ"إيكونوميست"، خلال الفترة من 17 إلى 20 أغسطس الجاري، أظهر حصول هاريس على دعم 77% من الأمريكيين السود، بينما حصل ترامب على 14%، بفارق 63 نقطة. بينما أظهرت 6 استطلاعات أخرى حصولها على ما يصل إلى 73% بين الناخبين السود، بينما قد يحصل الجمهوري على ما يصل إلى 26%.
ويرى الخبراء أن ترامب، على الرغم من أنه سيواجه صعوبة أكبر في تحقيق تقدم داخل المجتمع الأسود الأمريكي، إلا أن أداء حملته الانتخابية لا يزال قويًا نسبيًا بين هؤلاء الناخبين، خاصة الرجال منهم، لافتين إلى أنها تتمتع بجاذبية أوسع بين الناخبين من الطبقة العاملة من جميع الأجناس، بحسب المجلة الأمريكية.
ويشكل الناخبون الأمريكيون من أصل إفريقي كتلة مهمة بالنسبة للحزبين المتصارعين على كرسي البيت الأبيض، ولهم أهمية كبيرة كفئة سكانية يمكنها أن تقلب الانتخابات لصالح مرشح من الطرفين، وذلك بسبب الفارق الضئيل بين ترامب وهاريس في الولايات المتأرجحة الرئيسية.