الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"حياتي تشبه حياتكم" و"ترامب ليس منا ".. رسالة هاريس للأمريكيين في خطاب قبول الترشيح

  • مشاركة :
post-title
هاريس خلال إلقاء خطاب قبول الترشيح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

قبلت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ترشيح الحزب الديمقراطي لها في مؤتمر الحزب في شيكاغو، أمس الخميس، ما يجعلها المرشحة الديمقراطية الرسمية لخوض الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وألقت هاريس خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، مستعرضة رؤيتها لقيادة البلاد، وموقفها من القضايا الداخلية والخارجية التي تهم الأمريكيين.

وتناولت هاريس في خطابها مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها القضايا الداخلية وصولا إلى التحديات الدولية، وركزت تحديدا على وعود بتعزيز الطبقة الوسطى، وقضية الإجهاض، وإصلاح نظام الهجرة، كما تطرقت إلى قضايا السياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب في غزة والعلاقات مع حلف الناتو وأوكرانيا.

وفي سعيها لكسب ثقة الناخبين، قدمت هاريس نفسها كزعيمة قادرة على توحيد الأمة، متعهدة بمستقبل أفضل لأمريكا، ووجهت في الوقت ذاته انتقادات حادة لمنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن هاريس وظفت خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي لها للرئاسة والذي يعد الأهم في مسارها السياسي لتقدم نفسها كممثلة للطبقة الوسطى الأمريكية وكقناة لتوجيه البلاد بعيدا عن الأسلوب السياسي الصدامي الذي يتبناه دونالد ترامب.

وتقول الصحيفة، إن هاريس وجهت نقدا لاذعا للرئيس السابق مع تأكيدها على أهمية العمل المشترك بين الحزبين والقيم الوطنية خلال خطابها، في مسعى منها لمواجهة محاولات ترامب وحلفائه لوصمها بالتطرف أو اعتبارها غريبة عن المجتمع الأمريكي.

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن نائبة الرئيس استخدمت خطابها لتقديم نفسها كـ "زعيمة براجماتية" يمكنها توحيد جميع الأمريكيين وراء "طريق جديد للمضي قدمًا".

واعتبر موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن المدعية العامة السابقة، قدمت مرافعة قوية لإقناع الناخبين بعدم منح الرئيس السابق ترامب فترة رئاسية ثانية، إذ وجهت له وللجمهوريين انتقادات حادة مركزة بشكل خاص على موقفهم من قضية الإجهاض.

وحسب الموقع، دعت هاريس في هذه اللحظة الفارقة من حياتها السياسية إلى الوحدة الوطنية، ومن جهة أخرى، تناولت بصراحة وجرأة القضايا السياسية الحساسة التي ظهرت كنقاط ضعف محتملة في حملتها، وفي مقدمتها السياسة الخارجية وقضايا الهجرة.

واعتبرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية، أن هاريس توجت "واحدًا من أكثر الشهور استثنائية في التاريخ السياسي الحديث"، مساء أمس الخميس، بخطاب حشدت فيه الديمقراطيين بشأن مواضيع وطنية، وصورت دونالد ترامب كعدو للمبادئ الأمريكية التقليدية.

وأوردت الشبكة، أن هاريس "لبّت التوقعات" التي علقها عليها كثير من الديمقراطيين، منذ إطلاق حملتها الرئاسية الأولى قبل خمس سنوات، وحين اختارها جو بايدن شريكة له في الترشح عام 2020.

ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن خطاب المرشحة الديمقراطية حمل رسائل ضمنية أو ومعاني أعمق.

وأوضحت المجلة في تحليل لها لخطاب الترشيح، أن "ما فعلته هاريس في خطاب قبولها، كان أن روت قصتها وأوضحت أنها تقع تمامًا ضمن التيار الأمريكي السائد"، مضيفة أن "ما أخبرت به الجمهور كان في جوهره، أنا لست مختلفة عنكم، أنحدر من نفس الجذور التي تنحدرون منها، حياتي تشبه حياتكم".

واعتبرت المجلة أن خطاب هاريس جاء بنفس الصياغة التي حملتها خطابات ثلاثة مرشحين سابقين مختلفين تماما (جورج بوش الأب، وبيل كلينتون ثم باراك أوباما) الذين تطرقوا أيضًا إلى أهمية العائلة والتغلب على المصاعب، وجميعهم فازوا بالرئاسة في النهاية.

وذكرت المجلة، أن الهدف من خطابات الرؤساء المذكورين، كان "سياسيًا بشكل أساسي"، لكن ليس بتقديم قائمة من السياسات والبرامج، بل بتوصيل رسالة أكثر عمقا للناخبين: هذه هويتي، هذا هو أصلي، وفي النواحي المهمة، قصتي هي قصتكم".

وهذه هي نفس الرسالة التي قدمتها هاريس، أمس الخميس. وبدأت بها منذ اللحظات الأولى لخطابها، حيث روت قصة رحلة والدتها من الهند. وصفت نشأتها في حي عمالي، مؤكدة على انتمائها للطبقة الوسطى.

وقالت هاريس: "نعلم أن الطبقة الوسطى القوية كانت دائما حاسمة لنجاح أمريكا. وبناء هذه الطبقة الوسطى سيكون هدفًا محوريًا لرئاستي. هذا أمر شخصي بالنسبة لي. الطبقة الوسطى هي أصلي".

سلطت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الضوء على خطاب هاريس، مشيرا إلى أنها ركزت على مهاجمة وانتقاد ترامب، في وقت تتعهد فيه بأن تكون "رئيسة لجميع الأمريكيين".

ونقلت الشبكة مجموعة من الانتقادات التي وجهها ترامب لمنافسته وخطابها الذي صرح أنه لم يركز على القضايا الهامة، قائلًا: "الكثير من الحديث عن الطفولة، علينا أن نتطرق إلى الحدود والتضخم والجريمة!".

ووصف الرئيس السابق خطاب هاريس بأنه تضمن "الكثير من الشكوى"، دون الحديث عن "الصين والجريمة والفقر ومشاكل الإسكان"، لافتا كذلك إلى ضعف أمن الحدود خلال فترة إدارتها، قائلا: "لقد ترأست أضعف حدود في تاريخ بلادنا".

أفادت مجلة "نيوزويك"، بأنه بعد أن وصف الديمقراطيون مؤتمرهم في شيكاغو بأنه "احتفال مفعم بالبهجة"، لجأت مرشحة الحزب الرئاسية، إلى استراتيجية راسخة منذ القدم في عالم السياسة، متمثلة في: إثارة الخوف".

وذكرت المجلة أن هاريس قبلت ترشيح حزبها للرئاسة، بمواجهة الخطر الماثل فيما وصفه الموقع "بالفزاعة على الجانب الآخر"، في إشارة إلى مغالاتها في تصوير التهديد الذي يمثله ترامب.

وتطرقت المجلة إلى أن المرشحة الديمقراطية ربطت ترامب مرة أخرى بـ"مشروع 2025"، والذي تبرأ منه وندد به الرئيس السابق مرارًا باعتباره "متطرفا". واعتبرت أن هاريس "أعادت فتح ملف" أحداث 6 يناير، مما يوحي إلى أنها تستغل أحداثًا سابقة لإثارة المخاوف.