تعرض 4 معلمين أمريكيين تابعين لكلية كورنيل في ولاية أيوا للطعن، في هجوم وقع شمال شرق الصين، أثناء مشاركتهم في برنامج تبادل نظمته جامعة "بيهوا" في مدينة "جيلين" وكلية "كورنيل"، وهي كلية صغيرة للفنون الحرة في ولاية أيوا.
ويأتي هذا الحادث في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة والصين تخفيف التوترات بعد أن وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها العام الماضي.
وبعد قمة جمعته مع الرئيس جو بايدن في سان فرانسيسكو نوفمبر الماضي، قال الرئيس الصيني شي جين بينج إنه يريد دعوة 50 ألف أمريكي للدراسة في الصين على مدى خمس سنوات، خاصةً وأنه يوجد بالفعل نحو 1000 طالب أمريكي في الصين.
ماذا حدث؟
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الهجوم وقع في حديقة بالقرب من حرم جامعة بيهوا، وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ثلاثة أشخاص ممددين على الأرض وينزفون بغزارة أثناء طلب المساعدة وسط حشد من الصينيين المتجمعين حولهم.
وقالت الشرطة الصينية إنه تم اعتقال مشتبه به يبلغ من العمر 55 عامًا، مضيفةً أن الرجل طعن الأمريكيين الأربعة بعد أن اصطدم به أحدهم.
وأكدت الشرطة أن المشتبه به طعن أيضًا شخصًا صينيًا اقترب للتدخل.
وقال نائب الولاية آدم زابنر، إن شقيقه ديفيد زابنر الذي كان في رحلته الثانية إلى الصين، كان أحد الضحايا، موضحًا أن المجموعة كانت تزور معبدًا محليًا عندما هاجمهم رجل بسكين.
وذكر لصحيفة The Gazette، إحدى صحف ولاية أيوا: "لقد تم خياطته.. لقد احتجزوه طوال الليل بسبب فقدان الدم، ولكن يبدو أنه بخير".
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن مصاب قوله: "التفت لأجد رجلاً يلوح بسكين في وجهي، لم أدرك على الفور ما كان يحدث، اعتقدت أن زملائي في العمل قد تعرضوا للدفع، وكان هو لسبب ما يحاول أن يدفعني".
ونشرت حاكمة ولاية أيوا، كيم رينولدز، والعديد من أعضاء وفد الكونجرس بالولاية، على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم يعملون مع المسؤولين للمساعدة بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك إعادة المدربين إلى منازلهم.
ماذا قال المسؤولون في أمريكا؟
وعقب الحادث، كتب نيكولاس بيرنز، سفير الولايات المتحدة لدى الصين، على موقع إكس: "أشعر بالغضب والانزعاج العميق إزاء طعن 3 مواطنين أمريكيين في جيلين".
وبدوره، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن إدارة بايدن "تشعر بقلق بالغ" إزاء الحادث وتتمنى للضحايا الشفاء العاجل، مضيفًا "كان فريقنا على اتصال بهؤلاء الأمريكيين ونظرائنا في جمهورية الصين الشعبية لضمان تلبية احتياجات الضحايا، واتخاذ الخطوات المناسبة لإنفاذ القانون".
وبدورها، أوضحت النائبة عن ولاية أيوا، ماريانيت ميلر ميكس، أن مكتبها على اتصال بالسفارة الأمريكية في الصين لضمان حصول ضحايا الهجوم على رعاية جيدة وإعادتهم بأمان إلى منازلهم.
وقالت حاكمة ولاية أيوا، كيم رينولدز، إنها على اتصال بالوفد الفيدرالي للولاية وكذلك بوزارة الخارجية، وكتبت رينولدز على وسائل التواصل الاجتماعي: "من فضلكم صلوا من أجل شفائهم الكامل وعودتهم الآمنة وعائلاتهم هنا في المنزل".
فيما، أصدرت وزارة الخارجية تحذيرًا من المستوى الثالث للسفر - وهو ثاني أعلى مستوى تحذير - للصين، وحثت الأمريكيين على "إعادة النظر في السفر" إلى بكين.
كيف علقت الصين؟
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، إن الحادث لا يزال قيد التحقيق، لكن الشرطة حددت مبدئيًا أنه يبدو أنه هجوم عشوائي ومعزول، مضيفًا أن الوزارة لا تتوقع أن يؤثر ذلك على "التبادلات الطبيعية" بين الصين والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن لين قوله إن "بعد تعرض أربعة مدرسين أجانب من جامعة بيهوا بمدينة جيلين للهجوم أثناء قيامهم بجولة في حديقة بيشان بالمدينة، تم نقلهم إلى المستشفى وتلقوا العلاج الطبي المناسب، ولا يوجد أي منهم في حالة حرجة.. وتعتقد الشرطة أنه حادث معزول بناء على التقييم الأولي. ولا يزال المزيد من التحقيق جاريًا".
وتحدث الناطق باسم الخارجية الصينية "أن التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والولايات المتحدة تخدم المصالح المشتركة للجانبين، وقد حظيت بدعم إيجابي من مختلف قطاعات البلدين"، مضيفةً أن "الصين تعتبر على نطاق واسع واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم".
وأوضح أن الصين اتخذت بالفعل تدابير فعالة وستواصل اتخاذ التدابير ذات الصلة لحماية سلامة الرعايا الأجانب في الصين.