لقيت الخطة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار على طول خط المواجهة الحالي في أوكرانيا رفضًا قاطعًا في كييف. وتقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إنه إذا انتهت الحرب اليوم، فإن الأوكرانيين سيخاطرون بخسارة نحو ربع أراضيهم المعترف بها دوليًا.
ولا تزال موسكو تسيطر على مساحات شاسعة من شرق وجنوب البلاد. وتشارك قواتها الآن في هجوم متعدد الجوانب يُعتقد أنه يهدف إلى استكمال السيطرة على أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئيًا وهي "دونيتسك ولوهانسك وزابوريزجيا وخيرسون".
وبحسب "نيوزويك"، لا يزال الكرملين أيضًا يسيطر على شبه جزيرة القرم، التي سيطر عليها في عام 2014 في أعقاب ثورة الميدان الموالية للغرب. وتعهدت كييف بتحرير تلك الأراضي وجميع الأراضي الأخرى ضمن حدودها المعترف بها بشكل مستقل عام 1991.
ويعيش ما يصل إلى 11 مليون أوكراني في الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. وتشير تقديرات أخرى إلى أن ما يقرب من 5 ملايين أوكراني يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها روسيا.
زيلينسكي يرفض
ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن موسكو تسيطر على 26% من الأراضي الأوكرانية، وهو رقم سيكون أعلى الآن نظرًا للنجاحات الهجومية التي حققتها روسيا في إقليمي دونيتسك ولوهانسك الشرقيين، وسيطرتها أخيرًا على أراضٍ جديدة في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية.
وفي السياق نفسه، كان أولكسندر ميريزكو، عضو البرلمان الأوكراني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالهيئة، رافضًا لاقتراح السلام الذي قدّمه بوتين، مضيفًا أن موسكو "تحتاج إلى فترة راحة لعدة سنوات، لتحديث الجيش ومواصلة عملياتها العسكرية على أوكرانيا والغرب".
وقال ميريزكو: "يرى بوتين أن أوكرانيا بدأت تتلقى مساعدات عسكرية جدية من الولايات المتحدة، وأن روسيا ستتكبد المزيد من الخسائر.. ويبدو أن بوتين يخشى أن تتسبب حرب طويلة الأمد في مزيد من الاستياء من سياسته بين النخبة الروسية وفي الجيش".
الأوكرانيون يرحّبون
وتقول "نيوزويك"، إن عددًا قليلًا نسبيًا من الأوكرانيين يؤيدون السلام على طول خط المواجهة الحالي، على الرغم من الضغوط والتكاليف الباهظة المترتبة على أكثر من عامين من الحرب الشاملة ضد جارتهم العملاقة. ومع ذلك، يبدو أن عددهم آخذ في التزايد.
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها هيئة الإذاعة اليابانية NHK ومنظمة التقييم الأوكرانية في فبراير الماضي، أن 24% فقط من المشاركين قالوا إن مفاوضات السلام يجب أن تبدأ؛ ضعف العدد الذي قال ذلك في فبراير من عام 2023.
ولا تزال أغلبية قدرها 68% تقول إن أوكرانيا يجب أن تستمر في القتال لاستعادة جميع الأراضي المفقودة.
ويتوقع عدد قليل من المراقبين أن يصمد أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، نظرًا لفجوة التوقعات بين الجانبين.