منذ أن تجاوزت الحرب الروسية الأوكرانية، عامها الثاني، ومع احتدام القتال بين الجانبين، يحذر خبراء الهجرة من أزمة لاجئين تاريخية في حال كان الفوز من حليف موسكو، إذ سيضطر في هذه الحالة ملايين الأوكرانية لمغادرة البلاد.
وحذر الباحث في مجال الهجرة جيرالد كناوس، من عواقب وخيمة إذا خضعت أوكرانيا لروسيا، قائلًا: "إذا نجح بوتين في تحقيق مراده وخسرت أوكرانيا الحرب، فقد يؤدي ذلك إلى تحول 10 ملايين شخص آخرين إلى لاجئين".
وأشار إلى أن أهم معركة ضد أسباب الهروب إلى أوروبا، هي دعم أوكرانيا، لافتًا إلى أن أزمة المهاجرين قد تكون الأكبر منذ الأربعينيات، منتقدًا عدم وجود استراتيجية مقنعة حاليًا لمنع السيناريو الأسوأ أو استعداد الاتحاد الأوروبي لهذا الغرض.
وفي ألمانيا فقط ذكرت وزارة الداخلية الفيدرالية، أنه تم تسجيل نحو 1.65 مليون أوكراني لدى المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين حتى 12 مارس.
وقال هانز إيكهارد سومر، رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، أمام لجنة الداخلية في البرلمان الألماني "البوندستاج"، إن عدد الوافدين الجدد من أوكرانيا تجاوز عدد طلبات اللجوء الجديدة من دول أخرى.
واستقبلت أوروبا وحدها نحو 6 ملايين لاجئ أوكراني، تم تسجيلهم في جميع أنحاء أوروبا و6.5 مليون في جميع أنحاء العالم، بدءًا من فبراير، وفر معظمهم من البلاد عن طريق عبور الحدود مع بولندا، بحسب موقع الإحصاءات "ستايستا".
ونفذ أعضاء الاتحاد الأوروبي توجيه الحماية المؤقتة الذي يضمن حصول اللاجئين من أوكرانيا على السكن والرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية.
وكان للأشخاص الفارين من الحرب الحق في الحصول على تصريح إقامة بالاتحاد الأوروبي، ودخول سوق العمل، وتسجيل أطفالهم في المؤسسات التعليمية، وتم منح الحماية لمدة عام واحد منذ بداية الحرب في فبراير 2022، لكن من الممكن تمديدها في المستقبل حسب الوضع في البلاد.
وعلى أرض الميدان، هاجمت روسيا العاصمة الأوكرانية كييف مرة أخرى بالصواريخ، بعد وقوع أربعة إلى خمسة انفجارات مدوية.
ووفقًا لمعهد دراسة الحرب الأمريكي "ISW"، فإن القوات الروسية أصبحت الآن على بعد 1.5 كيلومتر فقط من مدينة تشاسيف يار الأوكرانية، الذي تحاول القوات المسلحة الروسية السيطرة على المكان منذ نوفمبر 2023.