ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، أن الصين تبذل جهدًا جديدًا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من خلال إطلاق دبلوماسية المكوكية، تتضمن الجهود الجديدة للتوسط في النزاع المستمر.
وبحسب الصحيفة الصادرة من هونج كونج، يتوجه المبعوث الخاص للصين للشؤون الأوراسية، لي هوي، في جولة "دبلوماسية مكوكية"، تهدف إلى تعزيز الحل السلمي.
وقال ماو نينج، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "امتداد الأزمة الروسية الأوكرانية لا يخدم المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي. والهدف الرئيسي من الجولة القادمة للدبلوماسية المكوكية هو بناء توافق لوقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء للمحادثات السلمية".
وذكرت وكالة الأنباء الصينية الجديدة "شينخوا" نقلًا عن ماو: "تقف الصين مستعدة لمواصلة القيام بدورها والمساهمة بحكمة الصين في البحث عن حل سياسي للأزمة".
وفي وقت سابق، عقد نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونج مشاورات مع نائب وزير الخارجية الروسي رودينكو أندري يوريفيتش في موسكو في الفترة من 26 إلى 27 فبراير الماضي. وعقب الاجتماع قال الخارجية الصينية في بيانها: "تبادلنا وجهات النظر حول الأزمة والوضع في شبه الجزيرة الكورية وقضايا دولية وإقليمية أخرى تهم الجميع".
لم تؤيد الصين رسميًا الموقف الروسي، لكن بكين قدمت مساعدة مالية لموسكو مع استمرار الحرب. وسعت الصين إلى تقديم نفسها على أنها طرف محايد يسعى إلى السلام، رغم مواجهتها انتقادات لعلاقتها الوثيقة بموسكو ورفضها إدانة روسيا.
وسبق أن حذّر الاتحاد الأوروبي الصين صراحة من دعم جهود روسيا الحربية. وابتداء من اليوم، سيزور لي روسيا وأوكرانيا وبولندا وألمانيا وفرنسا ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مما يمثل محاولته الثانية للوساطة بعد مهمة مماثلة في مايو الماضي لم تسفر عن نتائج فورية، وفقا لما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
ماذا قال الخبراء؟
يحتفظ المراقبون بتوقعات منخفضة لنجاح الجولة. وقال وانج ييوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين في بكين، لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: "يمكن أن يخلق التعب الحربي إمكانيات للتفاوض على وقف إطلاق النار".
وأضاف وانج، أنه "ومع ذلك، ستعتمد هذه المفاوضات على الوضع في ساحة المعركة".
وقال لي ليفان، متخصص في الشؤون الروسية في أكاديمية شنجهاي للعلوم الاجتماعية، لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست"، إن جولة لي هوي قد تهدف أيضًا إلى تحسين العلاقات الصينية الأوروبية. ويتزامن هذا الجهد مع جولة متوقعة للرئيس الصيني شي جين بينج في أوروبا، حيث أعلنت صربيا كأول محطة مؤكدة، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
وألمح لي ليفان إلى إمكانية إجراء تعديلات في استراتيجية الصين للوساطة واستعدادها لـ"الاستجابة للشكاوى التي تقدمها الدول الأوروبية"، بحسب الصحيفة. ومع ذلك، اعترف لي ليفان بأن الحل النهائي يكمن في يد موسكو وكييف، بعيدًا عن نفوذ الدول الخارجية.
ويقول النقاد إن تدخل الصين ليس عن وساطة وإنما عن مواقف دبلوماسية. ووصفت يوستينا ستشودليك، محللة للشؤون الصينية في معهد الشؤون الدولية البولندي، جولة لي هوي بأنها جزء من "دبلوماسية الابتسامة" أو "الهجوم الساحر" للصين بدلًا من جهود صنع السلام الحقيقية.
وقالت ستشودليك إن لي هوي غاب عن المناقشات العالمية الرئيسية للسلام في أوكرانيا، بما في ذلك المؤتمرات في كوبنهاجن ومالطا. وأضافت: "ظهور لي هوي المفاجئ بعد بضعة أيام من الذكرى الثانية للحرب ليس للتوسط، ولكن لمحاولة تحسين صورته في أوروبا".