تفيد التقارير بأن هناك خلافات داخلية في القيادة العسكرية والسياسية الأوكرانية حول كيفية مواجهة الحرب، إذ تشير معلومات غير مؤكدة إلى وجود محاولات سرية للتوصل إلى تسوية سلمية مع روسيا. كما أن هناك أصواتًا من داخل الولايات المتحدة تدعم هذه المبادرات، وفي هذا السياق ظهرت تقارير عن نية الرئيس الأوكراني إقالة قائد القوات المسلحة، في ما يبدو أن هناك توترات وجهات نظر متعارضة حول كيفية معالجة الأزمة.
خلافات بين زيلينسكي وزالوجني
أفاد الصحفي الاستقصائي الحائز على جائزة بوليتزر سيمور هيرش، نقلًا عن مصادر، بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد إقالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، بسبب محادثاته السرية مع الغرب لإنهاء الصراع مع روسيا، مشيرًا أيضًا إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين يريدون مساعدة زالوجني في "صراعه على السلطة" مع زيلينسكي.
وزعمت تقارير عديدة في وقت سابق أن الاثنين اختلفا بعد أن وصف زالوجني الوضع في ساحة المعركة، الخريف الماضي، بأنه "جمود" وسط الهجوم المضاد الفاشل الذي شنّته كييف ضد روسيا، معتقدا أيضًا أن بينهما عدة خلافات أخرى في المجال العسكري.
وبينما نفى المسؤولون الأوكرانيون التقارير التي تفيد بإقالة زالوجني الوشيكة، ذكرت شبكة "سي إن إن"، الأربعاء الماضي، أن ذلك قد يحدث في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
وفي مقال نُشر على منصة "سابستاك"، عرض "هيرش" نسخة مختلفة عن سبب سعي زيلينسكي لإقالة قائد الجيش، زاعمًا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن رغبة زيلينسكي في إقالة زالوجني تنبع من "علمه بأنه واصل المشاركة في محادثات سرية منذ الخريف الماضي مع مسؤولين أمريكيين وغربيين آخرين حول أفضل السبل لتحقيق وقف إطلاق النار والتفاوض على نهاية للحرب مع روسيا".
خطة أمريكية لدعم زالوجني
في الوقت نفسه، وفقًا للمقال، يدعم بعض أعضاء الجيش الأمريكي ومجتمع الاستخبارات الأمريكي مبادرة زالوجني لصنع السلام ويريدون إجراء إصلاحات في الحكومة الأوكرانية.
وأشار "هيرش" إلى أن المفهوم الذي طرحه عدد من المسؤولين الأميركيين يصر على ضرورة أن تشرع أوكرانيا في تنفيذ إصلاحات مالية، واستئصال الفساد، وتحسين الاقتصاد والبنية التحتية.
ومع ذلك، تابع هيرش، نقلًا عن أحد المسؤولين، أن الخطة الحقيقية "أكثر طموحًا بكثير" لأنها "تتصور دعمًا مستمرًا لزالوجني وإصلاحات من شأنها أن تؤدي إلى نهاية نظام زيلينسكي".
وفقا لهيرش، لهذا السبب، ترك الحديث عن إقالة زيلينسكي بعض مؤيدي الخطة " منزعجين. وقال الصحفي إن أحد المسؤولين وصف التوترات بين زيلينسكي وزالوجني بأنها "صراع على السلطة على الطراز القديم".
ومع ذلك، قالوا: "لم يكن بإمكاننا التحليق جوًا دون طيار راغب وشجاع"، في إشارة إلى الجنرال.
وأشار "هيرش" إلى أن هذه الخطة تم تطويرها دون تدخل البيت الأبيض، الذي أعلن أنه سيدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر.. ومع ذلك، قال مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه للمراسل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يبحث أيضًا عن مخرج" للصراع.
وقالت موسكو -مرارًا وتكرارًا- إنها مستعدة لإجراء محادثات مع أوكرانيا، بشرط أن تعترف بالواقع الإقليمي على الأرض، كما صرح بوتين العام الماضي أنه لكي تتم أي مشاركة، يجب على زيلينسكي إلغاء مرسومه الذي يحظر المفاوضات مع القيادة الروسية الحالية.