في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن الصين تتجهز عسكريًا لغزو تايوان بحلول عام 2027، أشار بعض الخبراء العسكريين لحاجة تايوان إلى الاستعانة بـ"أرخص التكتيكات البحرية" لردع أي هجوم محتمل.
هل تعرقل الألغام الصين؟
وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام تايوانية عن خبراء عسكريين، فإن الألغام البحرية أحد عناصر الدفاع القوي، التي يمكن أن تكون مفتاحًا لعرقلة هجمات الإنزال وشن الحروب غير التقليدية ضد البحرية الصينية.
ويقول الخبراء، إن الألغام البحرية يمكن أن تكون مفيدة لوقف البحرية الصينية أو عرقلة تقدمها أثناء الغزو.
وكتب خبراء ومحللون لموقع "بزنس إنسايدر": "وضع الألغام البحرية في أماكن استراتيجية سيسمح لتايوان بالاستفادة من ميزاتها الجغرافية الطبيعية لتعزيز الردع وبناء دفاع قوي في العمق".
وأكدوا أن الألغام المستخدمة في أماكن مختلفة في تايوان ستوفر وسيلة فعّالة ومنخفضة التكلفة لتأخير وعرقلة وتدهور قوات الصين.
وتجبر الألغام السفن الصينية على مواجهة التهديد الانفجاري قبل المضي قدمًا. ولتفادي هذا الخطر، يمكن إرسال الكاسحات لتطهير الألغام، لكن هذا الجهد سيستغرق وقتًا وقد يعيق خطط الهجوم الصينية.
وفي حالة نشوب أي هجوم على تايوان، كتب باحث أمريكي، أن "الهدف يجب أن يكون توفير وقت حرج لنقل المزيد من القوة النارية الأمريكية، وتقليل عدد قوات الجيش الصيني، الذي يجب استهدافهم إما أثناء التحرك أو على حافة المياه"، مضيفًا أن الألغام البحرية هي إحدى القدرات المكملة للأسلحة المتنوعة.
سلاح فعّال
وتعد الألغام البحرية وسيلة مفيدة للغاية لمنع العدو من الوصول إلى منطقة معينة، كما ذكر خبراء عسكريون، إذ سبق واستُخدمت تسعة ألغام لمنع سفن حربية فرنسية من الوصول إلى ميناء "تامسوي" في شمال تايوان في أكتوبر 1884 خلال الحرب الفرنسية الصينية.
كما استخدمت الألغام بشكل شائع في الحروب العالمية وكانت تشكل تهديدًا كبيرًا للسفن الحربية.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت الألغام البحرية استخدامًا كثيفًا في بحر آزوف والبحر الأسود خلال الحرب في أوكرانيا، حيث تسببت في تلف وتدمير السفن وجعلت المياه الخطرة أكثر خطورة. واستخدمت كل من أوكرانيا وروسيا هذه الأسلحة، التي تشكل خطرًا ليس فقط على العمليات العسكرية ولكن أيضًا على الأنشطة التجارية المدنية.
وعلى الرغم من أنها يمكن أن تكون وسيلة فعّالة للردع، إلا أنها قد تشكل تهديدًا للبيئة المحيطة بها وللمدنيين، وقد تكون صعبة التطهير. كما يمكن أن تفقد ثباتها في حالة نشوب عاصفة أو مياه عاتية وتنجرف على مسافات طويلة، ما يؤدي إلى مشكلات غير متوقعة.