الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بؤرة جديدة للصراع.. جزر "كينمن" تؤجج التوتر بين الصين وتايوان

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم التوترات المُتصاعدة عبر مضيق تايوان، الممر المائي الاستراتيجي الذي يفصل بين الصين وجزيرة تايوان، أطلقت بكين تحذيرات حادة لحكومة تايبيه بعدم "إثارة المشاكل"، فيما تستعد السُلطات التايوانية لإجراء مناورات عسكرية في مجموعة جزر كينمن الاستراتيجية، التي تقع على مرمى حجر من شواطئ الصين، بحسب ما تشير صحيفة نيوزويك الأمريكية.

تأتي هذه التطورات المثيرة للقلق في أعقاب سلسلة من الحوادث البحرية الخطيرة التي زادت من حدة الخلافات الإقليمية بين الجانبين، وهددت بتصعيد المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة.

مناورات جزر كينمن

في الثاني من أبريل المقبل، ستجري القوات المسلحة التايوانية مناورات بالذخيرة الحية برًا وبحرًا في جزر كينمن، هذا الأرخبيل الاستراتيجي الذي تديره تايوان كمقاطعة نائية على الجانب الآخر من مضيق تايوان.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من تأكيدات السلطات في تايبيه بأن هذه المناورات روتينية وليست انتقامية، إلا أن موقع كينمن الجغرافي الحساس يضفي عليها أهمية كبيرة، فهذه الجزر تقع على مقربة شديدة من ميناء سيامن الصيني الرئيسي، لدرجة أنه يمكن رؤيتها بالعين المجردة من السواحل الصينية، وقد تعرضت للقصف المدفعي من قبل القوات الشيوعية خلال الحرب الباردة، ولا تزال محصنة بشكل كبير حتى يومنا هذا.

بؤرة جديدة للتوترات

توضح نيوزويك أن كينمن برزت كبؤرة جديدة للتوترات عبر المضيق في الأسابيع الأخيرة، بعد وقوع حادث خطير تسبب في تصعيد حاد للأزمة بين الجانبين، ففي شهر فبراير الماضي، انقلبت إحدى قوارب الصيد الصينية التي اقتحمت بشكل غير قانوني المياه الإقليمية التايوانية قرب جزر كينمن، أثناء محاولتها الفرار من قوات خفر السواحل التايوانية، مما أسفر عن غرق اثنين من ركابها.

أدانت بكين على الفور ما اعتبرته معاملة "قاسية وغير عادلة" لمواطنيها، ومضت في خطوة تصعيدية بنشر قوات خفر سواحلها الخاصة في المنطقة بعد أيام قليلة فقط من الحادث.

تصعيد صيني

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه منذ منتصف فبراير، لا تكاد تمر ساعات دون أن تدخل سفن خفر السواحل الصينية ما تعتبره تايوان "مياه محظورة ومقيدة" في المنطقة المحيطة بجزر كينمن.

ويرى خبراء ومحللون تايوانيون أن الحكومة الصينية تستغل الحادث الأخير كذريعة لتآكل السيادة الفعلية لتايوان على هذه الجزر الصغيرة، في محاولة لفرض سيطرتها على المضيق بشكل تدريجي، وحذر هؤلاء الخبراء من أن هذه الخطوات الصينية الاستفزازية تزيد من خطر نشوب مواجهة مسلحة غير مقصودة أو صدام عسكري كارثي في المنطقة الاستراتيجية الحساسة.

في تصريحات متشددة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، العقيد وو تشيان، إن "تايوان هي تايوان الصينية، ولا وجود لمياه محظورة أو مقيدة في مياه سيامن-كينمن بالنسبة للصين".

وأضاف "وو" أن قوات خفر السواحل الصينية المنتشرة في المنطقة تقوم بعمليات روتينية لتفتيش السفن وإنفاذ القانون، بهدف الحفاظ على النظام والأمن وضمان سلامة وحرية الملاحة للصيادين من الجانبين على حدٍ سواءٍ.

نزاع الصين وتايوان

تعتبر الصين تايوان، هذه الجزيرة ذات الأغلبية السكانية الصينية، جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وتعتزم في نهاية المطاف توحيدها مع البر الرئيسي بأي ثمن، بما في ذلك باستخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، إلا أن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في بكين لم يحكم تايوان من قبل، بعد أن فر الحزب الوطني الشيوعي إليها بعد هزيمته في الحرب الأهلية الصينية عام 1949، والحكومة المنتخبة ديمقراطيًا في تايبيه، التي تمثل أكثر من 23 مليون نسمة، ترفض بشكل قاطع المطالبة الطويلة الأمد للصين بالسيادة على الجزيرة.