كشف وزير الدفاع التايواني عن معلومات مهمة تفيد بوجود أفراد من القوات الأمريكية الخاصة في بعض الجزر التابعة لتايوان من أجل تدريب قواتها المسلحة، وهو الإعلان الذي أثار حفيظة الصين، إذ تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها، في ظل تزايد التوترات بين واشنطن وبكين بشأن هذه القضية الاستراتيجية الحيوية.
تمركز أمريكي في تايوان
أكد وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنج أن أفراد القوات الخاصة الأمريكية يتمركزون في بعض جزر تايوان النائية لتدريب قواتها المسلحة.
وكتب موقع "فوكوس تايوان" الإخباري أنه طُلب من المسؤول تأكيد تقارير إعلامية عن وجود دائم للجيش الأمريكي في تايوان على هامش جلسة استماع تشريعية، على خلفية ذكر تشيو أن أفراد الخدمة الأمريكية يدربون القوات التايوانية، ومساعدتهم على تحديد نقاط الضعف والنقاط العمياء.
في الأسبوع الماضي، كتب موقع الأخبار العسكرية الأمريكية Special Operations Forces Report (SOFREP) أنه من المخطط نشر "القبعات الخضراء" الأمريكية في تايوان، للعمل مراقبي تدريب دائمين وإعداد الوحدات الخاصة في الجزيرة.
وقال التقرير إن هذا يمثل خروجًا عن الممارسة السابقة التي شهدت زيارات متكررة ولكن غير دائمة من قبل أفراد أمريكيين إلى منشآت التدريب التايوانية.
ووفقًا لموقع "تايوان نيوز"، فإن القوات الأمريكية الدائمة سوف تتمركز في جزر كينمن، على بعد 10 كيلومترات فقط من البر الرئيسي للصين.
علاقات واشنطن وتايوان
وتعتبر بكين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزءًا من الأراضي الصينية ذات السيادة، وحذرتها مرارًا وتكرارًا من إعلان الاستقلال رسميًا، ورغم أن تايوان تحكم نفسها منذ عام 1949، فإن أغلب المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا يعترف بها رسميًا دولة ذات سيادة.
ورغم أن الولايات المتحدة لا تدعم رسميًا استقلال تايوان، إلا إنها تحافظ على علاقات أمنية مع الجزيرة، إذ بموجب "قانون تعزيز القدرة على الصمود في تايوان لعام 2022"، من أجل "ردع عدوان جمهورية الصين الشعبية على تايوان"، يُسمح للولايات المتحدة بإنفاق ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا في شكل منح عسكرية لتعزيز أمن الجزيرة حتى عام 2027.
تايوان مجرد "بيدق"
وانتقدت الصين زيادة تناوب العسكريين الأمريكيين في الجزيرة، إذ صرح المتحدث باسم مكتب مجلس الدولة الصيني لشؤون تايوان تشين بينهوا، بأن الولايات المتحدة تعطي الأولوية دائمًا لمصالحها الخاصة، وتايوان مجرد "بيدق" تستخدمه ضد البر الرئيسي للصين.
وادعى بينهوا أنه من خلال "التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة لتنفيذ ما يسمى ببرامج التدريب العسكري"، فإن القيادة السياسية في الجزيرة "تدفع شعب تايوان تدريجيًا إلى أزمة".
وحذر من أن "أي محاولة للسعي إلى "الاستقلال" من خلال الوسائل العسكرية أو الاعتماد على قوى خارجية من أجل "الاستقلال" لن تؤدي إلا إلى الخطر وستؤدي في النهاية إلى التدمير الذاتي لتايوان".