الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فلسطين وأمريكا وتايوان.. الصين تكشف سياستها في العام الجديد

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الصيني وانج يي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

عقب انتهاء الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، عقد وزير الخارجية الصيني وانج يي مؤتمرًا صحفيًا تحدث خلاله عن سياسات الصين الخارجية في العام الجديد وموقفها من الأزمات الدولية المشتعلة، وعلاقاتها بأمريكا ومصير أزمة تايوان.

العلاقات الصينية الإفريقية

أكد "وانج"، أن الصين وإفريقيا "أخوان" يتبادلان الصدق والإخلاص ويشتركان في مستقبل واحد، إذ خضنا كتفًا بكتف في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار، وتساندنا وتآزرنا في مسيرة التنمية والنهضة، وتمسكنا بالعدالة والأخلاقية في وجه تغيرات الأوضاع الدولية".

وباعتبار أن بلاده أكبر دولة نامية، أشار إلى أن الصين ستواصل الوقوف إلى جانب الإخوة الأفارقة بكل ثبات، ودعم إفريقيا في نيل الاستقلال الحقيقي من حيث الفكر والمفهوم، ومساعدة إفريقيا في رفع قدرة التنمية الذاتية، ودعم إفريقيا في تسريع وتيرة التحديث.

كما أعرب عن أمله أن تحذو كل الأطراف حذو الصين لزيادة الاهتمام بإفريقيا وتعزيز الاستثمار فيها ودعم تنميتها، مؤكدًا أن دورة جديدة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي ستعقد في بكين العام الجاري، حيث سيجتمع الرئيس الصيني والقادة الأفارقة مرة أخرى في بيجينج بعد 6 سنوات.

العلاقات الصينية الأمريكية

في مستهل حديثه عن آخر التطورات في العلاقات الصينية الأمريكية، أوضح وزير الخارجية الصيني أن موقف بكين هو المبادئ الثلاثة التي طرحها الرئيس شي جين بينج، أي الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وذلك يعد تلخيصًا للخبرات والدروس للعلاقات الصينية الأمريكية على مدى أكثر من نصف قرن، وهو كذلك توصيف لقواعد التواصل بين الدول الكبيرة، ويجب أن يكون المرجعية المشتركة والهدف المشترك للجانبين الصيني والأمريكي.

وقال وانج يي: "يمثل التعايش السلمي الحد الأدنى، ذلك لأن الصراع والمواجهة بين دولتين كبريين مثل الصين والولايات المتحدة ستؤديان إلى عواقب لا تحمد عقباها. ويمثل التعاون والكسب المشترك هدفًا، ذلك لأن التعاون يدًا بيد بين الصين والولايات المتحدة سيسهم في إنجاز قضايا مهمة كثيرة تخدم مصلحة البلدين والعالم".

وتساءل، إذا كانت الولايات المتحدة دائمًا ما تقول شيئًا وتفعل شيئًا آخر، فأين مصداقيتها كدولة كبيرة؟ إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالتوتر والقلق فور الاستماع إلى كلمة "الصين"، فأين ثقتها بالنفس كدولة كبيرة؟ إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فقط إلى الحفاظ على ازدهارها دون السماح للدول الأخرى بالتنمية العادلة، فأين العدالة الدولية؟ إذا تشبثت الولايات المتحدة باحتكار قمة سلم القيمة مع إبقاء الصين على الطرف الأسفل، فأين المنافسة الشريفة؟

وأوضح "وانج" أن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة لا تكمن في الصين، بل في نفسها. إن الإدمان على قمع الصين سيلحق أضرارًا بالنفس في نهاية المطاف.

أزمة تايوان

قال وزير الخارجية، إن الجميع سيرى عاجلًا أم آجلًا "صورة جماعية" تجمع جميع أعضاء العائلة؛ لالتزام المجتمع الدولي بمبدأ الصين الواحدة، وهذا فقط مسألة الوقت، مضيفًا أنه كلما ازدادت القوة للالتزام بمبدأ الصين الواحدة، تعزز الضمان للسلام في مضيق تايوان.

وأوضح "وانج": "سياستنا واضحة جدًا، ألا وهي مواصلة السعي إلى أفق إعادة التوحيد السلمي بأصدق نية. وفي الوقت نفسه فإن خطنا الأحمر واضح جدًا أيضًا، ألا وهو عدم السماح أبدًا بانفصال تايوان عن الوطن الأم".

وبتهديد صريح أكد أن مَن يصنع "استقلال تايوان" داخل جزيرة تايوان، سيحاسب من قِبل التاريخ حتمًا. ومَن يتساهل ويدعم "استقلال تايوان" في الساحة الدولية، سيكتوي بالنار التي أوقدها، وسيأكل الثمار المُرة التي زرعها.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ألمح "وانج يي" إلى أنه ليس هناك فرق بين حياة الإنسان من حيث القيمة، ولا يجوز تمييز الحياة حسب العرق أو الدين، مضيفًا أن العجز عن وقف هذه الكارثة الإنسانية الناجمة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ونحن في القرن الـ21، يعد مأساة للبشرية وعارًا على الحضارة، تعجز أي حجة أو ذريعة أن تبرر استمرار الصراع وقتل المدنيين.

وقال أيضًا: "لا يجوز الاستمرار في تجاهل حقيقة الاحتلال الطويل الأمد على الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز التغاضي عن تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة، ناهيك عن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني عبر الأجيال بدون تصحيحه".

وأضاف، أنه لا يمكن الخروج عن دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي وإزالة التربة الخضبة للأفكار المتطرفة بكل أنواعها وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط بشكل حقيقي إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ "حل الدولتين" على نحو شامل.

وأعرب عن دعم بكين لفلسطين حتى تكون عضوًا كاملًا العضوية في الأمم المتحدة، وندعو العضو بعينه في مجلس الأمن الدولي إلى عدم استمرار وضع العراقيل في هذا الصدد. وندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وبشكل أكثر فعالية، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ حل الدولتين.