حفّزت المخاوف من احتمال نشوب صراع عبر مضيق تايوان، الحكومة الأمريكية على إصدار تشريعات تهدف إلى تحديد وتخفيف التأثير المحلي المحتمل للأعمال العدائية المحتملة من بكين ضد تايبيه، أو التي قد تطول الولايات المتحدة نفسها.
منذ بداية العام، قدّم المشرّعون في ولايات أريزونا ونبراسكا وإلينوي نسخًا من قانون يختبر رد الفعل تجاه أي نزاع من المحتمل نشوبه في المحيط الهادئ؛ وهي مشاريع قوانين تفرض قوائم مرجعية لنقاط الضعف المحلية المحتملة في سلاسل التوريد وأمن البنية التحتية إذا استخدمت بكين القوة في نهاية المطاف "لإعادة التوحيد" مع تايوان، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
مشروع أريزونا
وبحسب "بوليتيكو"، تم تقديم أحد أحدث المشاريع في مجلس النواب في ولاية أريزونا، الذي من شأنه أن يُلزم حكومة أريزونا بصياغة استراتيجيات للحد من المخاطر التي قد تتعرض لها الولاية إذا اندلع الصراع في منطقة المحيط الهادئ، الأمر الذي "سيتطلب أيضًا من ولاية أريزونا فحص نقاط الضعف المحتملة للهجوم الإلكتروني في بنيتها التحتية الحيوية، إضافة إلى الآثار المترتبة على تعطيل سلاسل التوريد أو قطعها بالكامل بين هذه الولاية ومورديها والدول الأخرى في المحيط الهادئ.
وعلّق نائب ولاية أريزونا ألكسندر كولودين قائلًا: "نحن ولاية معرّضة بشكل فريد للهجمات على بنيتنا التحتية الحيوية. لا يمكن حقًا استبعاد حدث البجعة السوداء المتمثل في الهجوم الصيني الذي أدى إلى تعطيل الشبكة لفترة طويلة من الزمن".
ويعد مشروع قانون مجلس النواب في أريزونا بمثابة إحياء للتشريع الذي مات في قاعة مجلس الشيوخ بالولاية، في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال سناتور أريزونا فرانك كارول – المدرج كراعٍ لنسختي مجلسي الشيوخ والنواب لمشروع القانون – إن معركته لم تنته بعد، وأشار إلى أنه إذا تم تمرير التشريع في مجلس النواب فسوف يعود للنظر فيه في مجلس الشيوخ.
نبراسكا وإلينوي
وعلى خطى أريزونا سارت ولايتا نبراسكا وإلينوي، إذ قال مكتب السناتور الديمقراطي إليوت بوستار في بيان أمس الجمعة، إن مشروع قانون نبراسكا "سيُطرح خارج اللجنة ويطرح على الطاولة في وقت ما أوائل الأسبوع المقبل".
وأضاف: "لقد مر مشروع قانون إلينوي بالقراءة الأولى وهو الآن قيد النظر من قِبل لجنة المهام بمجلس الشيوخ".
تأثيرات محتملة
وحتى أكثر المحللين تشاؤمًا يقول إن الصراع عبر المضيق مع الصين ليس وشيكًا، إلا أن تحذيرات الحكومة الصينية والمسؤولين العسكريين الأمريكيين تشير إلى أن هذا احتمال حقيقي.
في سياق متصل، قالت شركة الأبحاث الاقتصادية مجموعة "روديوم"، إن حصار الجزيرة قد يكلف الاقتصاد العالمي "أكثر من تريليوني دولار".
في حين، أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، في جلسة استماع بالكونجرس، أن "المتسللين الصينيين يتمركزون على البنية التحتية الأمريكية استعدادًا لإحداث الفوضى والتسبب في ضرر حقيقي للمواطنين والمجتمعات الأمريكية".
وذكرت "بوليتيكو" أن المبادرات الأمريكية تعكس تحركات المشرعين في المملكة المتحدة وأوروبا وآسيا لدعم اقتصاداتهم لتأثير الحرب المحتملة على تايوان. وأطلق التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين، وهو تجمع غير حزبي من المشرعين، عملية "ميست"؛ وهي مبادرة "لقياس تأثير الصدمة في الصين ومضيق تايوان".