عاش أهالي قطاع غزة أسوأ 365 يومًا في حياتهم، بعد الهجوم الإسرائيلي الوحشي الذي أكل الأخضر واليابس، ودمرت أحياء كاملة، في واحدة من أكثر الحروب كارثية في القرن الواحد والعشرين، التي وصفت بأنها الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية .
في التقرير التالي نرصد التسلسل الزمني لأبرز الأحداث التي شهدها القطاع وسكانه خلال العام المنصرم، بداية من عملية "طوفان الأقصى" ضد الافتراءات الإسرائيلية، وصولاً إلى التدمير الكامل والممنهج لكافة أشكال الحياة في القطاع حتى الآن.
طوفان الأقصى
بسبب سلسلة الاعتداءات التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات، لا سيما المسجد الأقصى ، بجانب استمرار المستوطنين في قتل وتهجير الأهالي من منازلهم بالضفة الغربية تحت حماية قوات الأمن، أطلقت الفصائل الفلسطينية في غزة عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 ضد الاحتلال الإسرائيلي.
استنفار إسرائيلي
استدعى جيش الاحتلال آلاف جنود الاحتياط للخدمة في قطاعات الجيش المختلفة، كما رُفعت حالة الطوارئ العسكرية والأمنية، وأُغلقت الجامعات والمدارس، ونقلت المستوطنين من نطاق 80 كليو متر بعيدًا عن غزة، وأُغلقت العديد من الطرق خاصة في تل أبيب والقدس المحتلة.
ضربات جوية
نفّذ جيش الاحتلال أولى ضرباته الجوية، في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، حيث قصف أشهر مبنى في غزة وهو برج فلسطين ، زاعمًا قتل عشرات المسلحين داخله، إلا أن الفصائل الفلسطينية ردت في اليوم نفسه بإطلاق أكثر من 150 صاروخًا باتجاه تل أبيب.
قصف همجي
خلال 6 أيام فقط قصف الاحتلال قطاع غزة باستخدام 6000 قنبلة، بما يعادل 4 آلاف طن من المتفجرات، وهو ما دفع مئات الآلاف من الأهالي لإخلاء منازلهم، وبدأ القصف الهمجي للعديد من المنازل والأراضي الزراعية على طول قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، وأطلق من خلال الطائرات الحربية مئات من الصواريخ والقنابل الارتجاجية، وبدء المدنيين في السقوط.
تدخل أممي
في محاولة لوقف القصف العنيف، بادرت عدة دول في الأمم المتحدة منها روسيا والبرازيل للعمل على وقف التصعيد وإنقاذ المدنيين، وتقدمت روسيا في البداية بمشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار، تلاه مشروع آخر من البرازيل، إلا أن الفيتو الأمريكي حال دون اتخاذ أي قرار.
مستشفى المعمداني
ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بشعة بحق المدنيين والنازحين الذين تحصنوا داخل مستشفى المعمداني ، في حي الزيتون، وأغار طيران الاحتلال فجر السابع عشر من أكتوبر على حيي الشجاعية والزيتون، وتم استهداف مستشفى المعمداني التي كانت تعج بالجرحى ومئات النازحين، أغلبهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 500 شهيد، في مجزرة وصفت بالكارثة الحقيقية.
قمة القاهرة للسلام
عملت مصر منذ البداية على وقف التصعيد وإنقاذ المدنيين، واستضافت فعاليات قمة "القاهرة للسلام 2023" بمشاركة عدد كبير من الملوك والرؤساء والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى حماية المدنيين الأبرياء ووقف ترويعهم واستهدافهم، محذرًا من أزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة، ومن محاولات التهجير القسري مشددًا على رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية.
الاتفاق الأول
أسفرت جهود الوساطة المصرية القطرية في يوم 25 أكتوبر 2023، عن أولى عمليات الإفراج عن المحتجزين، و تم إطلاق سراح المحتجزتين نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز، لدواعٍ إنسانية ومرضية، ورغم خروقات الاحتلال للإجراءات إلا إن المقاومة تمكنت من تنفيذ شروط الاتفاق.
بدء التوغل
بدأ جيش الاحتلال أول عملية توغل بري داخل القطاع، بعد 21 يومًا من الغارات الجوية واسعة النطاق، التي أدت إلى قطع الاتصالات المتنقلة والوصول إلى الإنترنت في غزة، والتي وصفها الاحتلال بأنها المرحلة الثانية بحجة القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير المحتجزين.
قمة عربية
بعد شهر من العدوان على غزة، نظمت المملكة العربية السعودية، قمة مشتركة غير عادية لقادة الدول العربية والإسلامية، ودعت الدول المشاركة مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان الإسرائيلي، ويكبح جماح سلطة الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي، وكذلك قرار آخر بإدانة قصف المستشفيات في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمياه والطعام والوقود وقطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت.
أول هدنة
في اليوم الـ48 من العدوان، نجحت جهود الوساطة المصرية القطرية ، في تثبيت أول هدنة لمدة 4 أيام بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، والتي تم بموجبها وقف إطلاق النار بين الجانبين، وإطلاق سراح 50 محتجزًا من النساء والأطفال، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعب فلسطين من سجون الاحتلال.
خسائر فادحة
مر 60 يومًا على بدء القتال في شوارع مدينة غزة، وكبدت الفصائل الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي خسائر فادحة كان أبرزها كمين الشجاعية الذي قتل خلاله 10 جنود، وصف بأنه يوم أسود في إسرائيل، وقامت إسرائيل بموجبه بسحب لواء جولاني بالكامل من القطاع.
المرحلة الثالثة
أعلنت قيادة الاحتلال إطلاق عملية برية جديدة جنوبي قطاع غزة، بعد 90 يومًا من الحرب، في شمال مدينة خان يونس، فيما سُميت بالمرحلة الثالثة من الحرب، إذ قسمت إسرائيل قطاع غزة إلى 2300 تجمع سكني تعرف بالمربعات ضمن خطتها الجديدة، وطلبت من سكان خان يونس بالإخلاء قبل ضربها.
100 يوم
بعد مرور 100 يوم على الحرب الهمجية والعنيفة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، أدى العدوان إلى استشهاد أكثر من 23 ألفًا و843 وإصابة 60 ألفًا، وأكثر من 8 آلاف مفقود، وتدمير المنازل والبنية التحتية.
الجنائية الدولية
في 11 يناير 2024 تقدمت جنوب أفريقيا بدعوى أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، اتهمت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع، حيث سارعت دولة الاحتلال إلى رفض القضية، واصفة بأنها دفاع "كاذب ولا أساس له" عن حماس.
8 فبراير 2024
على مدار الأشهر الأولى تعرّض الرئيس الأمريكي الذي كان مرشحًا لخوض الانتخابات الرئاسية 2024 قبل تنحيه لضغوط كبيرة واحتجاجات في الشوارع بسبب أفعال إسرائيل، وفي 8 فبراير 2024 خرج من الرئيس الأمريكي أول تعليق واصفا تصرفات إسرائيل بأنها مبالغ فيها وأن يضغط على نتنياهو للسماح بدخول المساعدات، ويعمل على وقف إطلاق النار.
مجزرة المجتجزين
نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، غارة عنيفة فجر الثنين 13 فبراير، على أحد الأحياء بمدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان، وتمكنت من إنقاذ اثنين من المحتجزين، فرناندو سيمون مارمان (60 عامًا) ولويس هار (70 عامًا) من مبنى مدني كانا محتجزين فيه، إلا أن تلك الغارة، أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 67 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال.
الفلسطينيون النازحون
في الأول من مارس 2024 كان عدد الفلسطينيين النازحين قد وصل إلى ما يقدر بنحو 1.5 مليون فلسطيني، احتشدوا جميعًا في مساحة صغيرة بمدينة رفح الفلسطينية والمنطقة المحيطة بها، وقامت إسرائيل بإجراء توغل واسع داخل المدينة بحجة أنها آخر معقل لحركة المقاومة حماس.
تطور كبير
شهدت الحرب تطورًا كبيرًا عندما استهدفت طائرات حربية إسرائيلية السفارة الإيرانية في سوريا يوم 1 إبريل 2024، التي مثلت تصعيدًا كبيرًا آن ذاك، وقالت إسرائيل إنها استهدفت 7 من المستشارين العسكريين الإيرانيين بينهم 3 من كبار القادة.
الرد الإيراني
بعد أسبوعين تقريبًا وفي 13 أبريل 2024 كانت صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء إسرائيل، بعد ما أطلقت إيران 300 صاروخ وطائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل، ولكن إسرائيل أعلنت عن إحباط الهجوم بمساعدة أمريكية وأصيبت فقط فتاة بجروح وشظايا.
200 يوم من الحرب
بعد مرور 200 يوم على الهجوم الإسرائيلي الوحشي كان الاحتلال قد دمّر أغلب البنى التحتية والتجهيزات وأغلب المؤسسات الصحية والتعليمية والإدارية، وأسفرت غاراته عن 34 ألفًا و183 شهيدًا و77 ألفًا و143 مصابًا، أكثرهم من الأطفال والنساء.
معبر رفح
بين 6 و7 مايو 2024، استمر الاحتلال الإسرائيلي في تعنته الواضح للمطالبات العالمية بوقف الحرب، وأصدر أوامره للفلسطينيين في الجزء الشرقي من مدينة رفح بإخلاء المنطقة، وفي اليوم التالي، استولى لواء دبابات إسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر.
نتنياهو المجرم
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أنه تقدم بطلب لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، أيضًا بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية وذلك في يوم 20 مايو 2024.
محرقة المواصي
في يوم 26 مايو 2024 شهد مخيم المواصي واحد من أسوأ المجازر والتي وصفت بالمحرقة عندما قتلت غارة إسرائيلية باستخدام ذخائر أمريكية 45 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في مخيم النازحين الفلسطينيين، واعترف نتنياهو في وقت لاحق بأن الضربات كانت "خطأ مأساويا".
إنقاذ محتجزين
تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إنقاذ 4 محتجزين آخرين، في مجزرة آخرى يوم 8 يونيو، على مخيم النصيرات في وسط غزة، ولكن بسبب تلك العملية قتل أكثر من 270 فلسطينيًا بسبب الغارات العنيفة والأحزمة النارية وإطلاق النار المكثف.
الداخل الإسرائيلي
داخليًا كانت إسرائيل في خضم أحداث سياسية عنيفة بسبب الحرب وإئتلاف نتنياهو المتطرف، حيث أعلن أحد بيني جانتس في يوم 9 يونيو 2024 أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي استقالته من الحكومة بسبب تعامل رئيس الوزراء نتنياهو مع الحرب في غزة، الذي أكد أن نتنياهو جعل النصر الكامل مستحيلًا.
سلسلة الاغتيالات
تصعيد جديد قامت به إسرائيل يوم 31 يوليو 2024، عندما قامت باغتيال إسماعيل هنية زعيم حركة حماس السياسي في العاصمة الإيرانية بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، ورفضت إسرائيل الاعتراف بالوقوف خلف الواقعة، إلا أن مسؤولًا أمريكيًا أكد لشبكة "سي بي إس نيوز" أن إسرائيل وراء اغتيال هنية وفؤاد شكر قبله بـ 12 ساعة.
الصحفيون والإعلاميون
في بداية أغسطس 2024 بات عدد الصحفيين والإعلاميين الذين استشهدوا فاق عدد أمثالهم في أي حرب سابقة، حيث قتل الاحتلال الإسرائيلي 113 صحفيًا أغلبهم فلسطينيون، وفقًا للبيانات التي جمعتها لجنة حماية الصحفيين.
300 يوم على الحرب
ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة بعد مرور 300 يوم من بدء الحرب إلى أكثر من 40 ألف قتيل، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، كما ارتفع عدد المصابين والجرحى إلى أكثر من 90 ألف فلسطيني.
جثث المحتجزين
كان شهر أغسطس داميًا على قلوب أهالي المحتجزين في قطاع غزة، عندما استعادت القوات الإسرائيلية جثث ستة محتجزين لدى حماس في 27 أغسطس 2024، وزعمت أنهم قتلوا على يد المقاومة بدون دليل، وهي الواقعة التي استغلها نتنياهو لمواصلة تدمير القطاع.
اضطرابات واسعة
على مدار أسبوع كاملة بداية من 1 سبتمبر نزل آلاف الإسرائيليين الغاضبين إلى الشوارع في احتجاجات ضخمة بعد العثور على الرهائن الستة، وعلى مدار الأسبوع، حدثت اضطرابات واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل حيث أضرب أعضاء أكبر نقابة عمالية في البلاد في محاولة للضغط على نتنياهو للموافقة على صفقة لإعادة المحتجزين المتبقين في غزة.
مجزرة الخيام
في 10 سبتمبر 2024، اختفت عائلات فلسطينية بالكامل تحت الرمال، إثر المجزرة التي ارتكبتها إسرئيلي في مخيم المواصي المكتظ بالسكان والنازحين، داخل المنطقة الإنسانية الآمنة، حيث أسقطت طائرات الاحتلال عدة قنابل دمرت نحو 40 خيمة كاملة وتركت خلفها 3 حفر عميقة في الأرض.
انفجارات البيجر
في هذا الشهر تحولت آلة القتل الإسرائيلية ناحية الجنوب اللبناني خاصة حزب الله، ففي 17 سبتمبر 2024 انفجرت آلاف من أجهزة البيجر التي يحملها أعضاء حزب الله في وقت واحد في لبنان وسوريا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن اثني عشر شخصًا بما في ذلك طفلان، وأصيب 4 آلاف آخرين.
1 أكتوبر
مع دخول حرب الإبادة على قطاع غزة يومها الـ361، انهالت صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على خيام النازحين الفلسطينيين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مخلّفة 12 شهيدًا بينهم امرأة وطفلة، بينما استشهد 6 آخرين جراء استهداف سيارة مدنية في الحي النمساوي غرب مدينة خان يونس بصاروخ استطلاع، أما في شرق غزة فاستشهد 7 فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، إثر قصف الاحتلال مدرسة "الشجاعية" التي تؤوي نازحين في حي التفاح.
عام على الحرب
بعد عام على الحرب، أصبح قطاع غزة كما لو كان تعرّض لقنبلة نووية، وتحول ما يقرب من 156 ألف مبنى إلى أنقاض أو شبه مدمر، ويواجه 96% من سكان غزة أزمة في الأمن الغذائي، واتلفت 70% من الأراضي الزراعية، بخلاف النازحين المكتظين في 20% فقط من الأرض، بجانب الأوبئة والأمراض التي انتشرت في القطاع بالكامل.