وصفت إيناس حمدان، القائمة بأعمال مدير الإعلام في الأونروا بغزة، ما يعانيه النازحون في مراكز الإيواء على مدار عام من الحرب، بالظروف الصعبة والمزرية، مُشيرة إلى استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المدارس التابعة للمؤسسة الإنسانية، ونقص الإمدادات الإغاثية اللازمة لبقاء السكان على قيد الحياة.
وقالت "حمدان" في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "عام كامل من هذه الحرب الطاحنة التي قضت على الأخضر واليابس في قطاع غزة، تتفاقم الظروف المعيشية التي يعيشها السكان يوميًا بشكل كبير جدًا، والتي تتجه بالفعل نحو الأسوأ على جميع الأصعدة".
وذكرت حمدان: "يعاني النازحون من وضع معقد وظروف مزرية وكارثية، إذ تكدست مراكز الإيواء التابعة للأونروا؛ نظرًا لعدم وجود أماكن أخرى يذهب إليها هؤلاء النازحون، إلى جانب تعرض عدد من هذه المنشآت التي بالأساس تتبع للأونروا وتستخدم كمراكز للإيواء إلى الدمار".
مأساة النازحين
وذكرت حمدان: "بطبيعة الحال هناك عدد كبير جدًا من النازحين، يتواجدون خارج هذه المراكز، حيث يعيشون في خيام والتي لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، حيث يعيشون مأساة أخرى".
وأضافت: "تشكل حياة النازحين في الخيام مأساة أخرى وبُعد آخر للمعاناة التي تحيط بهم، كما نشاهد عبر مقاطع الفيديو آلاف الأطنان من النفايات الصلبة، فضلًا عن تدمير شبكات الصرف الصحي، وبالتالي هناك تسريب لمياه الصرف.. كل هذا تنتج عنه أمراض وأوبئة تجعل هذه المناطق التي يسكنها النازحون والمكدسة بهم، بؤرًا للأمراض والأوبئة المعدية".
بلغت أعداد النازحين في قطاع غزة عقب الحرب المدمرة على مدار عام مليونًا و900 نازح، منهم حوالي مليون يلتجئون إلى مراكز الإيواء التابعة للأونروا، بحسب قول حمدان لموقع "القاهرة الإخبارية".
انتهاكات إسرائيلية
وتناولت حمدان قصف الاحتلال للمؤسسة الإنسانية، قائلة: "استهدف القصف الإسرائيلي نحو ثلثي المباني والمنشآت التابعة للأونروا، وتسبب في تدميرها بشكل كلي أو جزئي، وهذا كله يؤثر بشكل سلبي على نوعية الخدمات التي يتم تقديمها للنازحين والظروف الحياتية والمعيشية لهم داخل هذه المراكز".
وقالت: إن الأونروا تكبدت بشكل خاص خسائر كبيرة خلال الأشهر الماضية من الحرب المدمرة، حيث تم قصف حوالي 200 منشأة تابعة للأونروا في أكثر من منطقة على مدار العام؛ ما أسفر عن استشهاد العديد من المدنيين الذين كانوا يحتمون بهذه المراكز.
وأضافت: "استشهد ما يقرب من 563 نازحًا أثناء تواجدهم داخل مراكز الأونروا، وأصيب عدد كبير على الرغم من كونها منشآت تابعة للمؤسسة الإنسانية والتي يرفع عليها علم الأمم المتحدة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب كل هذه الانتهاكات التي جاءت جميعها ضد القانون الإنساني."
وتابعت: "خسرت الأونروا عددًا كبيرًا من موظفيها وموظفاتها على مدار العام، فوفقًا لأحدث التقارير، فقدنا نحو 220 موظفًا للأونروا، عدد منهم قتلوا أثناء تواجدهم داخل مراكز الإيواء، أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية".
ضرورة وقف الحرب
وأشارت حمدان إلى التحديات التي تواجهها الأونروا، قائلة "يمثل استمرار هذه الحرب والنزوح أكبر المعوقات التي لا تزال تواجهنا، والذي بدوره يؤثر على تقديم الخدمات وإدارة الاستجابة الإنسانية، فعمليات النزوح والقصف المتكررة وكذلك الأعمال العسكرية في عدد من المناطق وأوامر الإخلاء التي لا تزال يتم إصدارها من وقت لآخر، تعيق جهود الأونروا، وتواجد موظفينا في المنشآت التابعة لنا".
وذكرت حمدان "نتحدث عن مناطق توصف بأنها إنسانية أو آمنة، وبالرغم من ذلك فالحقيقة أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، وبالتالي يجب علينا أن نتواجد في هذه المناطق؛ لكي يتم تقديم الخدمات المختلفة الصحية والغذائية والإغاثية للنازحين".
وأضافت: "بطبيعة الحال، هناك منشآت تقع ضمن مناطق القتال أو بالقرب منها، فلا نستطيع الوصول إليها بشكل أو بآخر، وهذا يؤثر أيضًا على تقديم الخدمات، وكذلك يجب الإشارة إلى القيود التي لا تزال مفروضة على إدخال الإمدادات الإنسانية عبر المعابر، فلم يطرأ تغير ملحوظ على إدخال ما يكفي من الإمدادات، والتي تشكل شريان حياة لمؤسسة مثل الأونروا والتي تعد المؤسسة الأكبر التي تقوم على إدارة الاستجابة الإنسانية وتقديم هذه الخدمات".
واختتمت حمدان قائلة: "لا يصل لنا الكثير من المواد الإغاثية اللازمة، بالتالي نعاني دائمًا من نقص في المستلزمات الطبية والأدوية وبعض المواد المتعلقة بمستلزمات الشتاء ومواد النظافة، كل يؤدي إلى تدهور الوضع المعيشي للنازحين والذين فقدوا كل شيء خلال هذه الحرب".