على مدى عام من العدوان الوحشي على غزة، يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حائلًا دون اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع لاستعادة المحتجزين هناك، وبدلًا من ذلك، يعمل على إطالة أمد الحرب، لضمان استمراره في منصبه.
ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، رفض رئيس حكومة الاحتلال الدعوات الدولية لوقف الحرب، ومضى قدمًا في إبادة القطاع الفلسطيني، بذريعة القضاء على حماس واستعادة المحتجزين، وهو الهدف الذي فشل جيش الاحتلال في تحقيقه حتى الآن.
وأصرّ نتنياهو على اجتياح رفح الفلسطينية المكدسة بالنازحين، رغم التحذيرات القوية من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من الإقدام على تلك الخطوة المحفوفة بالمخاطر.
ويتخوف نتنياهو من انهيار ائتلافه الحكومي الذي يضم عددًا من الوزراء المتطرفين، حال التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية في غزة لاستعادة المحتجزين في القطاع.
ومع نجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لهدنة مؤقتة لعدة أيام في نوفمبر الماضي، وتم خلالها إبرام صفقة تبادل جزئية، أفسد رئيس حكومة الاحتلال جهود الوسطاء، التي تهدف لتمديد الهدنة؛ لإدراكه بأن أي مفاوضات سياسية ستؤدي في النهاية لوقف الحرب، وبالتالي سقوط ائتلافه الحكومي الذي يتمسك بإبادة الفلسطينيين وعدم الالتفات إلى حياة أي محتجز إسرائيلي في غزة.
ومع اقتراب الوسطاء في مفاوضات التهدئة لإنجاز اتفاق تهدئة جديد، يخرج نتنياهو بحجج وذرائع واهية، منها أنّ "أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتيح لإسرائيل مواصلة القتال حتى تحقق أهداف الحرب".
ويتمسك نتنياهو ببقاء جيش الاحتلال في غزة، من خلال السيطرة على محوري فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ونتساريم وسط القطاع، وهو ما قوبل برفض مصري قاطع.
ويصر نتنياهو على بقاء قوات الاحتلال في فيلادلفيا، رغم أنّ مسؤولي أمن ودفاع الاحتلال، وغالبية الإسرائيليين وفقًا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة "معاريف" في وقت سابق، يؤيدون الانسحاب من المحور.
وكشف استطلاع سابق أجرته "القناة 12" الإسرائيلية، أن أكثر من نصف الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب على غزة، المستمرة منذ عام، تطول بسبب "اعتبارات سياسية" لنتنياهو.
وضاق الداخل الإسرائيلي ذرعًا من نتنياهو، ومحاولاته المستمرة لنسف جهود الوساطة الرامية لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للمحتجزين بقطاع غزة، فمن تظاهرات لا تهدأ حدتها إلى تهديدات داخل جيش الاحتلال بالاستقالة.
وطموح نتنياهو السياسي جعل عددًا من كبار الضباط داخل جيش الاحتلال يهددون بتقديم استقالتهم، إذ أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن كبار الضباط يتهمون نتنياهو وحكومته بالتلاعب المستمر والتهرب من قرارات جريئة تنهي الحرب.
ونقلت الصحيفة أيضًا عن مصادر عسكرية قولها، إن محاولات نتنياهو المستمرة للتنصل من مسؤولياته واستعانته بالوزيرين المتطرفين في حكومته إيتمار بن جفير وبتسئيل سموتريتش هما السببان المباشران لتصعيد الأوضاع في غزة أو في الضفة الغربية المحتلة.
وخرجت مسيرات حاشدة لمئات الآلاف من المحتجين الإسرائيليين، طالبوا نتنياهو بالتنحي عن منصبه، وإبرام صفقة جديدة للإفراج عن المحتجزين في غزة.
وتجمع مئات الآلاف من المتظاهرين، في 7 سبتمبر الماضي، في تل أبيب ومدن أخرى بينها القدس وحيفا، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على صفقة إطلاق سراح المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار بالقطاع، في أضخم مظاهرات خرجت منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وخلال المسيرات، رفع المتظاهرون الإسرائيليون لافتات تطالب بسقوط نتنياهو وحلّ حكومة الاحتلال لفشلها في استعادة المحتجزين من غزة، رغم مرور عام.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا مدمرًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّف حتى الآن 41.825 شهيدًا و96.910 مصابين، وآلاف المفقودين تحت أنقاض المنازل، وكارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.