بدأ المرشحان الرئيسيان لانتخابات الرئاسية الأمريكية في إيلاء اهتمام غير مسبوق لأصحاب العملات الرقمية "الكريبتو" كفئة ناخبة مؤثرة.
وفي ظل المنافسة المحتدمة على البيت الأبيض، يسعى كل من نائبة الرئيس كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، إلى استمالة هذه الشريحة الجديدة من الناخبين.
صعود ناخبي الكريبتو
ويشهد قطاع العملات الرقمية نموًا متسارعًا في نفوذه السياسي، حيث تضخ الشركات الكبرى في هذا المجال ملايين الدولارات في حملات الضغط السياسي وتعبئة الناخبين من حاملي العملات الرقمية.
وفي هذا السياق، أطلقت مؤسسة "Stand With Crypto"، وهي منظمة غير ربحية لتداول العملات الرقمية، جولة في الولايات المتأرجحة لتشجيع تسجيل الناخبين المهتمين بالكريبتو.
وفي تصريح لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، قال لوجان دوبسون، المدير التنفيذي لـ"Stand With Crypto": "ناخب الكريبتو حقيقي، وغير حزبي، ومستعد للمشاركة في هذه الدورة الانتخابية".
ووصف "دوبسون" هؤلاء الناخبين بأنهم مجموعة متنوعة من الأشخاص الذين يستثمرون في العملات الرقمية، أو يبنون شركات أو يعملون في مجال العملات الرقمية، أو ببساطة مهتمون بهذا المجال.
تغير المواقف
وفي تحول ملحوظ عن سياسات إدارة بايدن، أدلت هاريس بتصريحات إيجابية حول العملات الرقمية خلال حفل لجمع التبرعات في وول ستريت.
وقالت المرشحة الديمقراطية: "سنشجع التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية، مع حماية المستثمرين والمستهلكين".
ولاقت تصريحات هاريس ترحيبًا من بعض المستثمرين البارزين، إذ وصف رجل الأعمال مارك كوبان، الداعم الصريح لهاريس والمنتقد لسياسات إدارة بايدن تجاه العملات الرقمية، تصريحاتها بأنها "إيجابية للغاية".
من جهته، غيّر "ترامب" موقفه من العملات الرقمية بشكل جذري، فبعد سنوات من التشكيك، أطلق وأبناؤه منصة جديدة للعملات الرقمية تحت اسم"World Liberty Financial". ووصف ترامب الكريبتو بأنها "عمل ضخم" لديه إمكانات "لأن يكون شيئًا مميزًا حقًا".
وفي وعد انتخابي لافت، تعهد المرشح الجمهوري بجعل الولايات المتحدة "عاصمة الكريبتو في العالم" إذا تم انتخابه في نوفمبر المقبل، مما يمثل تحولًا كبيرًا عن مواقفه السابقة المتشككة تجاه العملات الرقمية.
تأثير ناخبي العملات الرقمية
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 52 مليون أمريكي يمتلكون حاليًا عملات رقمية، وترى شركات العملات الرقمية أن الانتخابات الرئاسية "يمكن أن يحسمها الناخبون الشباب المهتمون بالكريبتو"، ما دفعها لتشجيع المرشحين، خاصة في الولايات المتأرجحة، على مراعاة هذه الفئة من الناخبين.
ويقول فريار شيرزاد، كبير مسؤولي السياسات في شركة Coinbase، في حديثه لـ"ذا هيل": "هناك استياء كبير من النظام المالي الحالي بين ناخبي الكريبتو، إنها ليست قضية حزبية، بل تمتد عبر الديمقراطيين والجمهوريين، في المناطق الحضرية والريفية، إنها تشمل جميع جوانب البلاد".
جدل حول التأثير
ورغم التفاؤل الذي يبديه مؤيدو العملات الرقمية، يشكك بعض الباحثين السياسيين في قدرة هذه القضية على حسم الانتخابات العامة، إذ يقول جاستن إيساري، أستاذ السياسة والشؤون الدولية في جامعة ويك فورست: "لا أستطيع أن أتذكر أنها كانت يومًا قضية أعرب فيها كتلة كبيرة من الناخبين عن تأثيرها على تصويتهم".
ومع ذلك، ترى راينا هاك، أستاذة القانون المتخصصة في التقنيات الناشئة في جامعة ويك فورست، أن الـ15% من الناخبين المسجلين الذين يمتلكون أو امتلكوا سابقًا عملات رقمية قد يكونون حاسمين، خاصة مع تقارب نتائج استطلاعات الرأي بين المرشحين الرئيسيين.