الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تغييرات جذرية.. التهديدات ترهق حملة ترامب الانتخابية

  • مشاركة :
post-title
محاولة اغتيال دونالد ترامب في يوليو الماضي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، لتهديدات أمنية غير مسبوقة، تتراوح بين مؤامرات اغتيال وتهديدات من دولة أجنبية، وهو ما دفع فريق حملته إلى إعادة النظر بشكل جذري في استراتيجيات الحملة وخطط السفر، الأمر الذي قد يغير وجه السباق الرئاسي الأمريكي في أشهره الأخيرة الحاسمة.

تهديدات إيرانية 

وفقًا لـ"نيويورك تايمز"، استنادًا إلى مصادر مطلعة، يواجه ترامب حاليًا تهديدات جدية من إيران، تأتي في إطار ما يبدو أنه محاولة للانتقام منه بسبب قراره باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مطلع عام 2020.

وتم إبلاغ ترامب بهذه التهديدات من قبل مسؤولين فيدراليين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية خلال إحاطة أمنية خاصة الثلاثاء الماضي.

ولا تقتصر التهديدات الإيرانية على محاولات الاغتيال المباشرة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى محاولات اختراق إلكترونية تستهدف البريد الإلكتروني لمسؤولي الحملة، مما يضيف بعدًا جديدًا للتحديات الأمنية التي يواجهها الفريق.

وتزداد خطورة الوضع بعد تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال خلال الشهرين الماضيين فقط، في حين دفعت هذه الأحداث الخطيرة جهاز الخدمة السرية الأمريكي إلى اقتراح تغييرات جذرية في خطط سفر ترامب وروتين حملته الانتخابية.

وأشارت مصادر إلى أن آخر هذه المحاولات وقعت في 15 سبتمبر الماضي في نادي ترامب الدولي للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث حاول رجل يدعى ريان دبليو. روث (58 عامًا)، استهداف ترامب ببندقية نصف آلية.

وقد تم إحباط هذه المحاولة بفضل يقظة أحد عملاء الخدمة السرية الذي اكتشف فوهة البندقية مخبأة في الشجيرات المحيطة بملعب الجولف.

ريان دبليو. روث الذي حاول استهداف ترامب ببندقية نصف آلية في المرة الثانية
خطط السفر والفعاليات

في ضوء هذه التهديدات المتزايدة، يجد فريق ترامب نفسه أمام تحدٍ كبير يتمثل في الموازنة بين متطلبات الأمن المتشددة وضرورات الحملة الانتخابية.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن الفريق يدرس حاليًا عدة خيارات لتعزيز أمن المرشح الجمهوري، تشمل إعادة تقييم شاملة للأماكن التي يمكن تأمينها بشكل كافٍ لعقد التجمعات الانتخابية، وأدى هذا بالفعل إلى إلغاء زيارة مخططة لضريح بولندي في ولاية بنسلفانيا الأحد الماضي، جزئيًا لأسباب أمنية.

ومن بين الإجراءات، التقليل بشكل كبير من استخدام ترامب لطائرته الخاصة الشهيرة، والتي تحمل اسمه بأحرف ذهبية ويطلق عليها مستشاروه اسم "ترامب فورس وان".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطائرة، وهي بوينج 757 معاد تجديدها اشتراها ترامب من الملياردير بول ألين قبل عقدين، لا تتمتع بنفس مستوى الحماية الموجود في طائرة الرئاسة الأمريكية.

استخدام استراتيجيات نقل معقدة، بما في ذلك استخدام طائرات متعددة لنقل ترامب وفريقه إلى مواقع الفعاليات، وقد تم تطبيق هذا الأسلوب بالفعل في رحلة حديثة إلى ولاية نورث كارولاينا، حيث تم استخدام عدة طائرات لنقل ترامب وفريقه.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى زيادة كبيرة في نفقات الحملة، حيث قد يضيف استخدام طائرات خاصة إضافية مئات الآلاف من الدولارات إلى ميزانية الحملة.

كما أن هذه التعديلات الأمنية المشددة قد تؤثر بشكل كبير على قدرة ترامب على التواصل المباشر مع ناخبيه، وهو أمر كان دائمًا أحد نقاط قوته في الحملات السابقة.

تحديات أمنية فريدة

ويلقي تقرير نيويورك تايمز الضوء على الطبيعة الفريدة للتحديات الأمنية التي يمثلها ترامب لمسؤولي الأمن، مقارنة بالرؤساء السابقين، سواء أثناء توليه المنصب أو بعد مغادرته البيت الأبيض.

فترامب يمتلك عدة عقارات منتشرة في أنحاء البلاد، ولديه روتين محدد يفضل عدم تغييره، كما أنه معروف بحبه للتواصل المباشر مع الناس في النوادي والمنتجعات التي يملكها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ترامب أخبر مستشاريه أنه لا ينوي حاليًا ممارسة لعبة الجولف، التي تعتبر مصدر الاسترخاء الرئيسي له في ملاعبه الخاصة، بحسب ما تشير الصحيفة، ما يشير إلى مدى جدية التهديدات الأمنية الحالية.

كما تم رصد طائرة بدون طيار تحلق فوق موكب ترامب في إحدى الرحلات الأخيرة، ما دفع الخدمة السرية إلى تشتيت الموكب في اتجاهات مختلفة لخلق حالة من الارتباك حول السيارة التي يستقلها ترامب.

تداعيات سياسية

في رد فعله على التهديدات الإيرانية، كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" قائلًا: "قامت إيران بالفعل بتحركات لم تنجح، لكنهم سيحاولون مرة أخرى، إنه وضع غير جيد للجميع، أنا محاط بعدد من الرجال والأسلحة أكثر مما رأيت من قبل."

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب، في محادثات خاصة مع معاونيه، تساءل بشكل متكرر عن سبب عدم قيام إدارة بايدن بالمزيد للتنديد علنًا بالتهديدات التي يواجهها ولتحذير إيران.

من جهته، رفض ستيفن تشيونج، المتحدث باسم حملة ترامب، التعليق على التفاصيل المحددة لخطط الحملة استجابة للتهديدات.

ومع ذلك، وجه اللوم إلى الديمقراطيين عمومًا ونائبة الرئيس كامالا هاريس (منافسة ترامب) تحديدًا، متهمًا إياهم بتشجيع الأشخاص الذين يسعون لإلحاق الأذى بترامب من خلال خطابهم السياسي.