تسببت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، في إعادة ترتيب المنافسة الرئاسية لعام 2024، وعادت من الخلف لتزاحم منافسها في أرقام الاستطلاعات، وتتقدم عليه أحيانًا، إلا أن استطلاعًا ضخمًا كشف عن أن ترامب مازال يتمتع بدعم كبير في قضايا الاقتصاد والتضخم والحدود.
ومن المنتظر أن تصبح الانتخابات الأمريكية 2024 الأعلى مشاركة في التاريخ، بسبب سياسة الاستقطاب الحالية، ووفقًا للبيانات الرسمية كانت انتخابات 2020 أعلى معدل لأي انتخابات وطنية منذ عام 1900، حيث شارك نحو 66% من السكان المؤهلين للتصويت.
شهران مهمان
ويأتي الاستطلاع الجديد بعد شهرين مهمين في السياسة الأمريكية، بما في ذلك انسحاب بايدن من سباق 2024 في 21 يوليو، ومؤتمرين للحزب، واختيار نائب الرئيس مرتين، ومحاولة اغتيال ترامب في يوليو ومحاولة أخرى ثانية، والمناظرة الأولى وربما الوحيدة بين ترامب وهاريس.
ومع بقاء ما يزيد على ستة أسابيع على انطلاق الانتخابات في 5 نوفمبر، وجد أحدث استطلاع للرأي الوطني أجرته شبكة إن بي سي نيوز، أن هاريس متقدمة بخمس نقاط على الرئيس السابق دونالد ترامب بين الناخبين المسجلين، بنسبة 49% مقابل 44%.
شعبية هاريس
ووفقًا لاستطلاع الرأي وطني ارتفعت شعبية هاريس بمقدار 16 نقطة منذ يوليو، وهي أكبر زيادة لأي سياسي في استطلاعات الرأي التي أجرتها الشبكة منذ ارتفعت شعبية الرئيس جورج دبليو بوش آنذاك بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.
وتتمتع هاريس أيضًا بميزة على ترامب من حيث كونها كفؤة وفعالة، فضلًا عن تمتعها بالصحة العقلية والجسدية لتكون رئيسة، وهو تراجع عن تقدم ترامب في تلك الصفات عندما تمت مقارنته ببايدن في الاستطلاعات السابقة.
اليد العليا
وفي المنافسة بين نائب الرئيس الحالي والرئيس السابق، والتي تضم ناخبين يعتقدون بأغلبية ساحقة أن الولايات المتحدة "على المسار الخطأ"، تتمتع هاريس باليد العليا في تحديد المرشح الذي يمثل التغيير بشكل أفضل والمرشح الذي يمكنه توجيه البلاد في الاتجاه الصحيح.
وعلاوة على ذلك، يظهر الاستطلاع أن بعض التآكل الذي يُعاني منه ترامب، جاء من الجمهوريين الذين ليسوا من المؤيدين المتحمسين للرئيس السابق -ولكنهم قد يعودون إلى ديارهم، كما فعلوا في عامي 2016 و2020.
وفي المواجهة المباشرة الحالية، تتمتع هاريس بالميزة بين الناخبين السود (85% -7%)، والناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا (57% -34%)، والنساء (58% -37%)، والناخبين البيض الحاصلين على درجات جامعية (59% -38%) والمستقلين (43% -35%).
مزايا ترامب
ولكن في المقابل يتمتع ترامب بمزايا مهمة فيما يتعلق بالاقتصاد والتضخم، على الرغم من أن هذه المزايا أقل مما كانت عليه، عندما كان بايدن لا يزال في المنافسة، حيث يقول ثلثا الناخبين إن دخل أسرهم أقل من تكلفة المعيشة، وصنف الناخبون تكلفة المعيشة على أنها شاغلهم الرئيسي في الانتخابات.
وبشكل عام، يبدو السباق الرئاسي لعام 2024 مشابهًا جدًا لما كان عليه قبل أربع سنوات، كما اتفق الباحثون في استطلاعات الرأي، حيث يتمتع المرشح الديمقراطي بشعبية أكبر من المرشح الجمهوري، ولا يزال الناخبون منقسمين بشدة، والنتيجة النهائية غير واضحة.