الحل الدبلوماسي ممكن.. محور مقترح فرنسي أمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان لإفساح المجال لمفاوضات أوسع نطاقًا، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وتكثف الولايات المتحدة وفرنسا جهودهما الدبلوماسية لاحتواء الأزمة المتفاقمة بين إسرائيل وحزب الله، إذ إنه وفقًا لما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس أمام مجلس الأمن الدولي، تعمل الدولتان على صياغة مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا، في خطوة تهدف إلى كسر حلقة العنف المتصاعدة وفتح نافذة للحل الدبلوماسي.
مبادرة دبلوماسية عاجلة
وقال "بارو"، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي: "دعونا نستفيد من وجود عدد من القادة في نيويورك هذا الأسبوع لفرض حل دبلوماسي لوقف دورة العنف هذه، الحرب ليست حتمية، والحل الدبلوماسي ممكن بالفعل"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وأوضح الوزير الفرنسي تفاصيل المبادرة: "في الأيام الأخيرة، عملنا مع شركائنا الأمريكيين على وضع منصة لوقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يومًا للسماح بإجراء المفاوضات، سيتم الإعلان عن هذه الفرصة قريباً جداً، ونعول على الطرفين لتنفيذها دون تأخير من أجل حماية السكان المدنيين والسماح ببدء المفاوضات الدبلوماسية".
دور بلينكن
وكشفت الصحيفة عن الدور الذي يلعبه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في هذه الجهود الدبلوماسية، إذ إنه وفقًا لمصدر أمريكي، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، تنقل بلينكن هذا الأسبوع بين الوفود الأوروبية والعربية في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في محاولة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت.
وتركزت الجهود على محاولة الحصول على موافقة دول متعددة عبر أوروبا والشرق الأوسط على شروط مقترح سيتم تقديمه بعد ذلك إلى إسرائيل وحزب الله في لبنان.
كما يلعب آموس هوكشتاين، المسؤول في البيت الأبيض المكلف بإجراء الدبلوماسية مع لبنان، دورًا محوريًا في الجهود الحالية لتهدئة التوترات، إذ اجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس الأربعاء، جنبًا إلى جنب مع بلينكن.
وفي خطوة لافتة، أثار بلينكن هذه القضية خلال عشاء مع كبار الدبلوماسيين من مجموعة الدول السبع الاثنين الماضي، وأخبرهم أن الولايات المتحدة تعمل على مقترح وتريد تنسيق الجهود.
إرث بايدن
في وسط هذه التطورات، أدلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريحات مهمة خلال ظهوره في برنامج "ذا فيو" على قناة ABC. ونقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز قوله: "الحرب الشاملة ممكنة، لكنني أعتقد أن هناك أيضًا فرصة، لا نزال نعمل على التوصل إلى تسوية يمكن أن تغير المنطقة بأكملها بشكل أساسي".
ويعكس هذا التصريح الضغوط الهائلة التي يواجهها بايدن لتجنب اندلاع صراع أوسع في المنطقة، وتشير الصحيفة إلى أن الوقت ينفد، إذ لم يتبق سوى 117 يومً قبل أن يغادر منصبه.
ويبحث الرئيس الأمريكي ومساعدوه عن حلّ تفاوضي للعنف من شأنه أن يساعد بايدن على تعزيز إرثه على الساحة العالمية.
تحديات كبيرة
رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه المبادرة، إذ لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على استعداد لقبول صفقة لوقف إطلاق النار دون رؤية تحرك مماثل نحو صفقة في غزة، الأمر الذي قد يعقد الجهود.
على جانب آخر، لفتت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين دفعوا لشهور من أجل ردٍّ أكثر عدوانية على هجمات حزب الله، وهذا الموقف المتشدد قد يشكل عقبة إضافية أمام الجهود الفرنسية الأمريكية للتوصل إلى اتفاق.
وفي مؤشر على التصعيد المحتمل، نقلت الصحيفة عن رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي، تلميحه إلى إمكانية شنّ غزو بري في لبنان.
وقال "هاليفي" للجنود على طول حدود إسرائيل مع لبنان: "تسمعون الطائرات فوقكم؛ لقد كنا نضرب طوال اليوم.. هذا –الهجوم الجوي- لإعداد الأرض لدخولكم المحتمل والاستمرار في إضعاف حزب الله".