الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

البداية من ألمانيا.. رحلة ستارمر لاستعادة العلاقات المكسورة مع أوروبا

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البريطاني كير ستامر والمستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تسعى ألمانيا وبريطانيا إلى توثيق علاقتهما مجددًا، وتجاوز عقبات مغادرة لندن للاتحاد الأوروبي، خلال لقاء المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، المُنتخب حديثًا، الذي يتخذ سياسة مغايرة عن سابقه المحافظ ريشي سوناك.

وتركّز المحادثات على الدفاع والتجارة وسط تحفظات المملكة المتحدة بشأن مفاوضات حرية التنقل، وخلال زيارته إلى برلين، وعد كير ستارمر بتجاوز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإعادة بناء علاقات مثمرة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بحسب موقع "زد دي إف" الألماني.

زيارة بعد شهرين

وبعد شهرين تقريبًا من توليه منصبه، وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى ألمانيا في زيارته الرسمية الافتتاحية، وتم استقباله في برلين مع مرتبة الشرف العسكرية أولًا من قِبل الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير في قصر بلفيو، ثم من قِبل المستشار الاتحادي أولاف شولتس.

مع العلم بأن السياسيين التقيا في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في واشنطن، وفي القمة الأوروبية في جنوب إنجلترا بعد تولي ستارمر منصبه في 5 يوليو الماضي.

وعلى عكس ستارمر، استغرق رئيس وزراء بريطانيا السابق 18 شهرًا في منصبه قبل أن يقوم بزيارته إلى ألمانيا في أبريل من هذا العام، للاتفاق على إعلان مشترك لتعميق التعاون في مجالي الأمن والدفاع.

استقبال رسمي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال زيارته برلين
هجمات مشابهة

وتحدث كل من "شتاينماير" و"ستارمر" عن الهجمات الأخيرة في "زولينجن وساوثبورت"، وأكدا رغبتهما في العمل معًا فيما يتعلق بالحربين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

وكما هو الحال مع الهجوم المميت الذي وقع في زولينجن، وقعت عدة هجمات خطيرة بالسكاكين في بريطانيا في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك في ساوثبورت في شمال غرب إنجلترا.

استعادة العلاقات المكسورة

قال رئيس الوزراء البريطاني إن الرحلة جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لاستعادة العلاقات المكسورة مع الجيران الأوروبيين التي خلّفتها الحكومة الأخيرة، وأن هناك فرصة لإعادة ضبط علاقتنا مع أوروبا.

ويرغب ستارمر خلال زيارته لألمانيا في مقابلة رؤساء مجموعة تكنولوجيا الطاقة و"سيمنز" وشركة "راينميتال" الدفاعية.

ملفات على الطاولة

وسيبدأ ستارمر مفاوضاته مع شولتس بشأن اتفاق ثنائي لتعزيز الاقتصاد والدفاع والتعاون ضد الهجرة غير الشرعية.

ومن الممكن مناقشة التعاون العسكري المخطط له في برلين، والتعاون في مجال التسلح والدفاع بين الدولتين، ويجري حاليًا التفاوض على اتفاق بشأن هذا الأمر، ومن المقرر تعزيز الجناح الشمالي الشرقي لحلف شمال الأطلسي، بحسب الموقع الألماني. 

كما أن ما يشغل برلين هو تبادل الطلاب والدراسة في بريطانيا لا يزال مهمًا بالنسبة لألمانيا، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبح السفر إلى إنجلترا للدراسة أكثر تعقيدًا، وقبل كل شيء، أكثر تكلفة بالنسبة للشباب.

الرئيس الألماني فرانك شتانماير ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر
ضغوط داخلية على ستارمر

وتتزامن زيارة ستارمر إلى برلين مع ضغوط سياسية داخلية هائلة في لندن بسبب نقص الأموال اللازمة للإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل في نظام الرعاية الصحية، والاستثمارات في البنية التحتية والتعليم.

واقترح بالأمس أنه من الممكن أن تكون هناك زيادات ضريبية، لكن ليس على ضريبة الدخل، نظًرا لأن الموارد المالية للدولة في حالة سيئة، وقد تركتها الحكومة المحافظة تعاني من "عجز ضخم قُدّر بـ26 مليار يورو أكبر مما كان متوقعًا في السابق

من برلين لباريس

ومن برلين سيتوجه ستارمر إلى باريس، اليوم الأربعاء، لمقابلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضور افتتاح دورة الألعاب البارالمبية.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستامر والمستشار الألماني أولاف شولتس
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وغادرت بريطانيا العظمى الاتحاد الأوروبي في عام 2020، لكنها، لا تزال تنتمي إلى حلف شمال الأطلسي، ومجموعة السبع التي تضم الديمقراطيات الغربية القوية اقتصاديًا، ومجموعة العشرين التي تضم أهم القوى الاقتصادية في العالم.

وكلّف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لندن المليارات في مراقبة الحدود وحدها، وقدّر مجلس محاسبة التكاليف بما لا يقل عن 4.7 مليار جنيه إسترليني (5.5 مليار يورو) حتى الآن.

وقال رئيس ديوان المحاسبة جاريث ديفيز، إن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أدى إلى تغيير بعيد المدى في قواعد حركة البضائع عبر الحدود، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على نهاية الفترة الانتقالية، لا يزال من غير الواضح متى سيتم فرض الضوابط الكاملة".

وقضت محكمة المحاسبة بأن الحكومة أنفقت أموالاً على البنية التحتية والموظفين الذين لم تكن هناك حاجة إليهم في النهاية، وتم دفع نحو 62 مليون جنيه إسترليني لشراء مبنيين لمراقبة الحدود بالقرب من دوفر وحدها، ولم يتم استخدامهما مطلقًا.

وفاز حزب العمال الذي يتزعمه ستارمر بالانتخابات العامة التي جرت في أوائل يوليو الماضي، ويتولى حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الذي يتزعمه ستارمر السلطة في بريطانيا العظمى منذ بداية يوليو، ويحل محل الحكومة المحافظة ولا يريد ستارمر التراجع عن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، لكنه يأمل في تحسين العلاقات.