يستعد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، هذا الأسبوع، لتحذير البريطانيين من أن الأمور سوف تزداد سوءًا قبل أن تتحسن، مدعيًا أن هناك "تعفنًا عميقًا في قلب بريطانيا"، وفق صحيفة "التليجراف".
وفيما سينظر إليه على أنه محاولة لوضع الأساس لزيادات ضريبية شاملة وخفض الإنفاق، سوف يزعم رئيس الوزراء، أنه ورث "ليس فقط ثقبًا أسود اقتصاديًا، ولكن ثقبًا أسود مجتمعيًا".
ومن المقرر أن يحذر ستارمر عمال المملكة المتحدة من أنه يجب عليه اتخاذ "قرارات غير شعبية" في خطاب يلقيه يوم الثلاثاء المقبل؛ وسيؤكد أنه سيكون صادقًا "بشأن الخيارات التي نواجهها ومدى صعوبة ذلك".
ونقلت "التليجراف" عن ستارمر في الخطاب المتوقع قوله: "بصراحة، الأمور سوف تسوء قبل أن تتحسن".
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن رئيس الوزراء سوف يقول في خطابه: "عندما يكون هناك تعفن عميق في قلب أي مبنى، فلا يمكنك أن تغطيه ببساطة. ولا يمكنك العبث به أو الاعتماد على حلول سريعة. بل عليك أن تقوم بإصلاح كل شيء. ومعالجته من جذوره. حتى لو كان ذلك عملًا شاقًا ويستغرق وقتًا أطول".
وسيضيف: "ماذا يحدث بخلاف ذلك؟ سيعود العفن إلى نفس الأماكن. وسينتشر بشكل أسوأ من ذي قبل. أنتم تعلمون ذلك، وأنا أعلم ذلك. ولهذا السبب، كان هذا المشروع يهدف دومًا إلى إصلاح أسس هذا البلد".
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني وعد، مرارًا وتكرارًا، بأنه لن يرفع الضرائب على العمال، وأصر خلال الحملة الانتخابية على أن حكومة حزب العمال لن تزيد ضريبة القيمة المضافة أو ضريبة الدخل أو التأمين الوطني "ولكن فشله في استبعاد زيادة الضرائب الأخرى، أدى إلى اتهامات بأن وزارة الخزانة تخطط لزيادات، مثل ضريبة مكاسب رأس المال وضريبة الميراث، فضلًا عن غارة محتملة على الشركات".
تراجع العمال
في الوقت نفسه، ولأول مرة منذ عقد، انخفضت عضويات حزب العمال تحت قيادة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إذ كشفت الأرقام عن مستوى غير مسبوق خلال تلك الفترة.
وأوضحت الأرقام أن عضويات حزب العمال انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ عقد من الزمن تحت قيادة "ستارمر"، إذ بلغ إجمالي عدد أعضاء الحزب 370 ألفًا و450 عضوًا في نهاية عام 2023، مقارنة بـ 532 ألفًا عندما كان جيريمي كوربين زعيمًا في عام 2019.
وفقد حزب العمال البريطاني 37,000 عضو العام الماضي، ليصل إجمالي أعضائه في نهاية عام 2023 إلى 370 ألفًا و450 عضوًا، وفقًا للحسابات الرسمية لحزب العمال، ويمثل هذا الرقم أدنى مستوى جديد لعضوية حزب العمال تحت قيادة السير كير، كما أشارت "التليجراف" قبل يومين.
وتمثل الأرقام الأخيرة أقل عدد إجمالي من الأعضاء الداعمين للحزب منذ عام 2014، عندما قدم حزب العمال نظام "شخص واحد.. صوت واحد"، الذي أعطى الأعضاء والنواب نفوذًا متساويًا في منافسات القيادة، وتضاعف عدد الأعضاء في العام التالي إلى 388 ألفًا.
ويُعد الانخفاض الأخير، الذي بلغ نسبة 9%، هو أشد انخفاض سنوي للحزب في العضوية منذ عام 2003، عندما انخفض بنسبة 13%، من 248,300 إلى 215,000، بعد غزو العراق.