تحدثت العديد من التقارير الأمريكية والبريطانية خلال الآونة الأخيرة، عن وجود تعاون عسكري ملحوظ بين الصين وكوبا من شأنه جعل القواعد العسكرية التابعة للجيش الأمريكي تحت المجهر الصيني.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية بناء كوبا موقع رادار جديدًا قادرًا على التجسس على القاعدة البحرية الأمريكية القريبة في خليج جوانتانامو، الذي من المعتقد منذ فترة طويلة أنه مرتبط بالصين، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية و "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
تطور ملحوظ
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في مارس الماضي، تظهر أن أكبر موقع استخبارات إشارات نشطة في كوبا، الواقع في التلال بالقرب من هافانا والمرتبط بنشاط استخباراتي صيني مشتبه به لسنوات، قج خضع لـ "تحديثات كبيرة" في العقد الماضي، واصفًا إياه بأنه "مؤشر واضح على مجموعة مهام متطورة".
ونقلت صحيفة "الجارديان" عن المركز تحليله، والذي يقول: "إن جمع البيانات عن أنشطة مثل التدريبات العسكرية واختبارات الصواريخ وإطلاقها ومناورات الغواصات، من شأنه أن يسمح للصين بتكوين صورة أكثر تطورًا عن الممارسات العسكرية الأمريكية".
وأوضح المركز، أن بعض أنظمة الرادار التي تم تركيبها في كوبا في السنوات الأخيرة قادرة على مراقبة عمليات إطلاق الصواريخ من كيب كانافيرال ومركز كينيدي الفضائي التابع لوكالة ناسا، وهو ما قد يثير اهتمام الصين في سعيها إلى اللحاق بتكنولوجيا إطلاق الصواريخ الفضائية الأمريكية.
قرب كوبا من الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية الجنوبية يجعلها موقعًا جيدًا للصين، المنافس الاستراتيجي الأبرز لواشنطن، لجمع إشارات استخباراتية، على حد ذكر الصحيفة البريطانية.
ووصف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الموقع الجديد بأنه "أداة قوية" قادرة على مراقبة النشاط الجوي والبحري للجيش الأمريكي.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن مثل هذه المصفوفات استخدمت على نطاق واسع خلال الحرب الباردة، لكن روسيا والولايات المتحدة أوقفتا منذ ذلك الحين تشغيل معظم مواقعهما لصالح تكنولوجيا أكثر تقدمًا.
ومع ذلك، أكد المركز أن الصين تعمل بنشاط على بناء مثل هذه المصفوفات الجديدة، بما في ذلك على مواقع الشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي.
تعليقات الصين وأمريكا
وفي العام الماضي، قال مسؤولون في إدارة بايدن إن بكين كانت تتجسس على الولايات المتحدة من كوبا لسنوات طويلة، وسعت إلى تطوير قدراتها على جمع المعلومات الاستخباراتية هناك بدءًا من عام 2019، وهي المزاعم التي نفتها كل من بكين وهافانا.
فيما، علقت الخارجية الأمريكية على تلك التحركات الصينية قائلة: "نراقب عن كثب الوجود الصيني في كوبا".
ومن جانبها، قالت السفارة الصينية في واشنطن، إن الولايات المتحدة "ضخمت" مرارًا وتكرارًا فكرة تجسس الصين ومراقبتها من كوبا، مؤكدة أن مثل هذه الادعاءات ليست سوى افتراءات.
كوبا تنفي التهم
وبدوره نفى نائب وزير الخارجية الكوبي كارلوس فرنانديز دي كوسيو، أن كوبا تستضيف مصالح عسكرية صينية على الجزيرة.
وكتب "دي كوسيو" عبر صفحاته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي: "تستمر صحيفة وول ستريت جورنال في إطلاق حملة ترهيب تتعلق بكوبا دون الاستشهاد بمصدر يمكن التحقق منه أو إظهار أدلة، كما تسعى إلى تخويف الجمهور بقصص عن قواعد عسكرية صينية غير موجودة ولم يشاهدها أحد، بما في ذلك السفارة الأمريكية في كوبا".
وفي بيان نشرته الوزارة الكوبية، أوضحت أن الوصول إلى مثل هذه القاعدة المتقدمة من شأنها أن توفر للصين نقطة مراقبة استراتيجية بالقرب من قاعدة جوانتانامو البحرية، في إشارة إلى القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية التي تقع على بعد 73 كيلومترًا شرق سانتياجو، ثاني أكبر مدينة في كوبا.