الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة سول.. عودة التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية من جديد

  • مشاركة :
post-title
رئيس مجلس الدولة الصيني والرئيس الكوري الجنوبي ورئيس الوزراء الياباني

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

عُقد الاجتماع التاسع لقادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية في سول، اليوم الاثنين، بحضور رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول، وتبادلوا الآراء حول التعاون بين الدول الثلاث خلال الفترة المقبلة.

ويُعقد الأمل على أن يُسهم هذا الاجتماع في إضفاء زخم جديد للتعاون بين الدول الثلاث، وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وإحراز مساهمات جديدة للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

كان آخر اجتماع لقادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية في ديسمبر 2019، ومنذ ذلك الحين، تم تعليق الآلية بسبب تأثيرات مثل جائحة كوفيد-19. وبعد مرور أربع سنوات وخمسة أشهر، استطاع الاجتماع أن يُعقد مرة أخرى، وذلك بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها الأطراف الثلاثة خلال العام الماضي.

نقطة انطلاق جديدة

قالت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، إن إعادة عقد اجتماع قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية يعني أن التعاون بين الدول الثلاث يستعد للانطلاق مرة أخرى، وهذا له أهمية كبيرة في تعزيز التنمية والازدهار في المنطقة والحفاظ على السلام والاستقرار.

وتُعد الصين واليابان وكوريا الجنوبية من الاقتصادات المهمة في العالم، حيث يُشكل إجمالي عدد سكانها 20% من سكان العالم، ومجموع ناتجها المحلي الإجمالي يقترب من 25% من الإجمالي العالمي، حسبما ذكرت "جلوبال تايمز".

وفي ظل التحديات والمخاطر التي تواجه الاقتصاد الإقليمي، لكن مع تشكل نمط واتجاه جديد، فإن إعادة انطلاق التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية لن يُعزز الثقة في استقرار وازدهار المنطقة فحسب، بل سيخلق أيضًا نقاط نمو جديدة للتنمية الإقليمية.

وتتمتع الصين واليابان وكوريا الجنوبية بمزايا في مجال السوق والتمويل والتكنولوجيا في قطاع أشباه الموصلات، ومن خلال التعاون المشترك بين الدول الثلاث، سيُسهم ذلك في استقرار وتطوير سلسلة إمدادات أشباه الموصلات الإقليمية والعالمية.

التغلب على العقبات

وخلال السنوات الماضية، تدخلت الولايات المتحدة بقوة في شؤون منطقة شمال شرق آسيا، ما أثار التنافس بين دول المنطقة. وعملت واشنطن على تحقيق تلك الأهداف من خلال جذب اليابان وكوريا الجنوبية للانضمام إلى مجموعات صغيرة مغلقة وحصرية، أو ببناء "جدران عالية" في مجال التكنولوجيا، أو برسم خطوط أيديولوجية وتحريض السرد حول ما يُسمى بـ"الصين وروسيا وكوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية"، حسبما ذكرت الصحيفة الصينية.

وترى "جلوبال تايمز" أن هذا لا يُعد فقط تدميرًا للعلاقات بين الصين وجيرانها اليابان وكوريا الجنوبية وتعطيلًا للتعاون بين دول المنطقة، بل هو أيضًا إثارة لـ"الحرب الباردة الجديدة" في المنطقة وتفاقم للمعضلات الأمنية الإقليمية.

لذلك يعكس اجتماع قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية معًا للتواصل والحوار، عودة العلاقات إلى مسارها الصحيح.

وتقول الصحيفة الصينية، إن الشيء المهم هو زيادة الثقة وإزالة الشكوك وبناء التوافق من خلال التواصل والحوار الصريح، مشيرة إلى أنه من الصعب إعادة كتابة التاريخ الماضي، لكن المستقبل يمكن أن يتم إنشاؤه بشكل مشترك من قبل الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وفي السياق الحالي للتغيرات المتسارعة خلال القرن الماضي، نتطلع إلى أن تواجه الصين واليابان وكوريا الجنوبية التحديات وأن تلتقي بعضها البعض في منتصف الطريق على أساس التعاون العميق الذي شكلته بالفعل، وأن تعمل بشكل مشترك على تعزيز التعاون الثلاثي الذي سيتم تحقيقه، حسبما ذكرت الصحيفة.