في سعيها لتأمين الحماية الجوية اللازمة خلال فترة استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، اختارت فرنسا طريقة غير تقليدية لتوفير الحماية القصوى للفعالية الرياضية الدولية الكبرى، فبدلًا من تصنيع أنظمة دفاع جوي جديدة، قررت باريس اللجوء إلى استعارة منظومة دفاع جوي من دولة اليونان، وفقًا لصحيفة "سود أويست" الفرنسية، نقلًا عن وسائل إعلام يونانية.
باريس تستعير دفاعًا جويًا
ووفقًا للصحيفة الفرنسية، تقدمت باريس بطلب رسمي إلى أثينا، لاستعارة نظام صواريخ أرض جو قصير المدى من طراز "كروتال" فرنسي الصنع والمُستخدم في سلاح الجو اليوناني منذ عام 2003.
ويعتبر هذا النظام ذو المدى 11-20 كيلومترًا والارتفاع القصوى 6 كيلومترات "مثاليًا" لاحتياجات فرنسا خلال الأولمبياد، وفقًا لما أشارت الصحيفة.
الهدف تقليل التكاليف
يأتي هذا الخيار في إطار حرص فرنسا على تقليل التكاليف والجهود المبذولة، لتأمين دورة الألعاب الأولمبية 2024، إذ لا يعتبر تصنيع منظومات دفاع جوي جديدة مجديًا من الناحية الاقتصادية؛ نظرًا لاستخدامها لفترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر، بحسب ما أشارت الصحيفة الفرنسية.
فضلًا عن ذلك، فإن عملية التصنيع بحسب الصحيفة الفرنسية، قد تستغرق وقتًا طويلًا لا يتناسب مع الجدول الزمني المحدد للأولمبياد، لذلك اعتبرت باريس أن استعارة منظومات دفاع جوي من دول حليفة، هو الحل الأمثل والأكثر كفاءة لتحقيق هدفها، في حين أن هذا الخيار يوفر الحماية المطلوبة دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة أو انتظار طويل.
ازدواجية معايير
وفيما تمارس فرنسا ضغوطًا على حلفائها في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اليونان، لتزويد كييف بمنظومات حماية جوية لمساعدتها في مواجهة روسيا، فإنها في المقابل ترفض تزويد أثينا بأنظمة دفاعية مماثلة من أجل نقلها إلى أوكرانيا.
وأثار هذا التناقض الواضح في التعامل بين باريس وأثينا انتقادات واسعة، إذ تطالب فرنسا اليونان بخطوات لا ترغب هي نفسها باتخاذها، في إشارة إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع ملف تسليح أوكرانيا ضد روسيا.
ويأتي موقف فرنسا في الوقت الذي تزداد فيه الدعوات الغربية لزيادة الدعم العسكري لكييف.
ووصفت وسائل الإعلام اليونانية طلب فرنسا باستعارة نظام الدفاع الجوي اليوناني بأنه "اقتراح غير مباشر لأثينا لفتح ثغرة في دفاعها الجوي".