الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين الوسيط والمحرض.. تناقض مواقف ماكرون في الأزمة الأوكرانية يربك حلفاء فرنسا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تتقلب تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بين دور الوسيط والمحرض على الحرب ضد روسيا بشكل متناقض، مع السياسات الفعلية لحكومته تجاه الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي أثار حالة من القلق والارتباك لدى المسؤولين الأمنيين الفرنسيين وحلفاء باريس على حدٍ سواءٍ، بحسب ما كشفت وكالة "بلومبرج"، ففي الوقت الذي دعا فيه ماكرون الدول الغربية إلى التأهب الحربي والاستعداد لمواجهة عسكرية مع روسيا، قامت حكومته بخطوات متناقضة تمامًا مع هذا الخطاب التصعيدي.

وتُشير "بلومبرج" إلى أنه من بين تلك الخطوات التي أثارت حالة من عدم الارتياح لدى حلفاء فرنسا، اتصال وزير الدفاع الفرنسي سباستيان ليكورنو بنظيره الروسي سيرجي شويجو، في وقت سابق من هذا الشهر، حيث حذرت موسكو باريس من نشر قوات عسكرية فرنسية في أوكرانيا، وهو السيناريو الذي طرحه ماكرون ذاته في مارس الماضي.

كما ناقش المسؤولان إمكانية إجراء محادثات سلام بناءً على ما يسمى بـ"مبادرة إسطنبول" السابقة، التي كانت تهدف إلى حل الأزمة في مراحلها الأولى، لكنها أجهضت بفعل تدخلات الدول الغربية، وفقًا للبيان الروسي.

في المقابل، لم تذكر باريس في بيانها الرسمي حول هذا الاتصال أي نية لإجراء مفاوضات سلام، بل أكدت التزامها بمواصلة دعم كييف عسكريًا وسياسيًا، قائلة إن ليكورنو نقل هذا الموقف لنظيره الروسي.

وفي تناقض آخر بين خطاب ماكرون وسياسات حكومته، أشارت بلومبرج إلى دعوة الرئيس الفرنسي أخيرًا إلى إعلان هدنة أولمبية هذا الصيف، عندما تستضيف باريس دورة الألعاب، ونوهت بأنه على الرغم من أن مثل هذه الهدنات نادرًا ما يتم احترامها، فإن مصدرًا قريبًا من ماكرون أكد أن الرئيس الفرنسي كان "جادًا تمامًا" في هذه الدعوة.

وربطت بلومبرج بين خطاب ماكرون المتذبذب وبين تأخر باريس في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مُقارنة بحلفائها الأوروبيين، حيث لا تتجاوز قيمة الأسلحة التي تعهدت فرنسا بتسليمها لكييف مليارين من الدولارات، في حين قدمت ألمانيا وحدها أكثر من 23 مليار دولار، ووصف مسؤول بولندي موقف باريس بأنه "محاولة للتعويض سياسيًا" عن فشلها في الوفاء بالتزاماتها بتسليم الذخائر والمعدات العسكرية لأوكرانيا.

وبحسب ما نقلته بلومبرج عن مصادرها، فإن خطاب ماكرون المتذبذب بين الصفتين المتناقضتين للوسيط والمحرض، يثير قلق المسؤولين الفرنسيين وحلفاء البلاد، حيث يخشون أن يكون ماكرون قد فقد اتجاهه وبوصلته في السياسة الخارجية لباريس تجاه الأزمة الأوكرانية، في وقت يحتاج فيه إلى موقف واضح وثابت لمواجهة تحديات هذه الأزمة الدولية الخطيرة.