في ظل اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي، يونيو المقبل، يبدو أن موجة من التشاؤم تعصف بالشارع الفرنسي تجاه الاتحاد الأوروبي، فوفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مفوضية الاتحاد الأوروبي "يوروبارومتر" ونشرت نتائجه صحيفة "لوتليجرام"، كانت فرنسا الدولة العضو الوحيدة التي يتجاوز فيها المتشائمون عدد المتفائلين بشأن مستقبل المشروع الأوروبي.
ويثير هذا المزاج الكئيب السائد تجاه الاتحاد الأوروبي، الذي يتناقض مع الاتجاه العام في الدول الأعضاء الأخرى، تساؤلات حول جذور هذا التشكك الفرنسي.
تشاؤم فرنسي
وفي الوقت الذي يتفاءل فيه غالبية سكان 26 من دول الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل التكتل الأوروبي، فإن الوضع معاكس في فرنسا، بحسب ما أشار الاستطلاع، إذ إن 42% فقط من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع أبدوا تفاؤلهم، مقابل 52% من المتشائمين، وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا مقارنة بنهاية عام 2020، عندما كان 52% من الفرنسيين واثقين من مستقبل الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن هذا التشكك تصاعد في السنوات الأخيرة بفرنسا، في مسار معاكس للمناخ العام على المستوى القاري.
الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ
بخلاف التشاؤم من الاتحاد الأوروبي، تبدو هناك نزعة متشائمة أوسع نطاقًا تنتشر بين الفرنسيين، إذ إن غالبية كبيرة بلغت 76% ترى أن "الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ" بفرنسا، وهو ما يفوق بكثير المتوسط الأوروبي البالغ 49%، وتتبلور المخاوف بشكل خاص حول مستوى المعيشة، إذ يعتقد 69% من الفرنسيين أن مستواهم المعيشي تراجع خلال السنوات الخمس الماضية، مقارنة بنسبة 45% على مستوى الاتحاد الأوروبي.
تقييم فرنسي سيئ
ويحظى البرلمان الأوروبي، الهيئة الرئيسية المتمركزة في ستراسبورج، بتقييم سيئ للغاية في فرنسا، إذ لا تتجاوز نسبة الآراء الإيجابية تجاهه 27%، مقارنة بـ41% على بقية دول مستوى الاتحاد، كما تعترف الغالبية البالغة 53% بعدم اهتمامها بالانتخابات الأوروبية المقبلة، إضافة إلى أن 30% من الفرنسيين يجهل حتى موعد الاقتراع.