أدى الاحتباس الحراري، الناجم عن التغيرات المناخية، إلى إبطاء دوران الأرض قليلاً، وفق دراسة جديدة،حذرت من أن ذلك قد يؤثر على كيفية قياسنا للوقت في المستقبل، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى ذوبان الجليد عند القطبين خلال العقود الماضية، وتنتقل بدورها المياه إلى أماكن أخرى على الكوكب، إذ تتأثر كتلة الأرض بسبب ذلك.
ويعود سبب الانهيار الجليدي المتسارع إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي ترفع درجة حرارة القطبين بسرعة كبيرة، ويتسبب هذا الاحترار في ذوبان الجليد في المنطقتين، إذ تكمن المشكلة في أن ارتفاع درجة حرارة المحيط تؤدي إلى ذوبان الجانب السفلي من الصفائح الجليدية، التي تنفصل بسبب ذلك وتسير في المحيط، ومن المحتمل أن تؤثر هذه التغيرات على درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، التي من شأنها أن تغير جغرافية المجتمعات، وتؤثر على الصناعات الزراعية، وتسرع من ارتفاع مستوى سطح البحر على طول الساحل، الذي يؤثر بدوره على النظام الغذائي للحيوانات.
دوران الأرض
وجدت الدراسة الجديدة، بحسب موقع "nature" أن ذوبان الجليد القطبي تسبب في دوران الأرض بسرعة أقل مما كانت عليه، إذ أكد مؤلف الدراسة دنكان أجنيو، عالم الجيوفيزياء في معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا سان دييجو، أن ما يفعله ذوبان الجليد هو أنك تأخذ الماء المتجمد في أماكن مثل القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند، وتذوب وتنتقل السوائل إلى أماكن أخرى، حيث يتدفق الماء نحو خط الاستواء، وبالتالي فإن الجليد الأقل صلابة عند القطبين يعني كتلة أكبر حول خط الاستواء، ويؤثر هذا التغيير بدوره على السرعة الزاوية للكوكب.
"الثانية الكبيسة"
لآلاف السنين، قام الناس بقياس الوقت باستخدام دوران الأرض، وأصبحت الثانية محددة على أنها جزء صغير من الوقت الذي يستغرقه الكوكب للدوران مرة واحدة حول محوره، ولكن منذ عام 1967، أصبحت الساعات الذرية بمثابة أدوات ضبط وقت أكثر دقة، وتحدد اليوم مجموعة من نحو 450 ساعة ذرية التوقيت الرسمي على الأرض، وتُستخدم الثواني الكبيسة كل بضع سنوات لإبقاء التوقيت العالمي المنسق متوافقًا مع اليوم الطبيعي للكوكب.
قياس الوقت
تنبأت الدراسة بأن إبطاء دوران الأرض بسبب ذوبان الجليد وصل إلى حد أن الثانية الكبيسة التالية سيتأخر لمدة ثلاث سنوات، ووفقًا للتحليل، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدي إلى تراجع الحاجة إلى ثانية كبيسة أخرى من عام 2026 إلى 2029، وتسبب الثواني الكبيسة الكثير من الدمار للحوسبة، لدرجة أن العلماء صوتوا للتخلص منها، لكن ليس قبل عام 2035، إذ يخشى الباحثون الثانية الكبيسة، لأنها للمرة الأولى من المرجح أن تكون ثانية سلبية، متخطية، بدلًا من إضافة ثانية إضافية، وبحسب الموقع فإن ذلك تسبب في قلق علماء قياس الوقت.