أدرجت هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية رسميًا الفراشة الفضية، والتي تنتشر في 3 ولايات أمريكية فقط، ضمن قوائم الحيوانات المُهددة بالانقراض، حيث من المنتظر أن تختفي في المستقبل المنظور تمامًا؛ بفعل عدة عوامل كان من أبرزها تغير المناخ، وهو ما دفع الحكومة الفيدرالية لمحاولة منع ذلك من خلال اتخاذ إجراءات فورية.
ويمثل تغير المناخ، تهديدًا مُتزايدًا للأسماك والحياة البرية والنباتات والحشرات في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم محاولات العلماء لمساعدة تلك الأنواع على التكيف مع التأثيرات، إلا أن أعداد بعض الأنواع ستتغير نطاقاتها بشكلٍ كبيرٍ، بينما ستواجه أنواع أخرى خطر الانقراض المُتزايد، ووفقًا للهيئة الأمريكية لن تستطيع البقاء إلا من خلال التدخل المباشر والمستمر من قبل مديري الحياة البرية ومصايد الأسماك.
التهديدات الرئيسية
وتحدثت شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، مع عدد من علماء الأحياء المتخصصين في بيئة الحشرات النباتية، الذين أكدوا أن التهديدات الرئيسية الثلاثة التي تُواجه مجموعات الفراشات الفضية هي فقدان أماكن نشأتها، وتدهور البيئة وتغير المناخ، مُشيرين إلى أنه تم العثور على هذا النوع فقط في حوالي 10 مجموعات بـ 3 ولايات، على ارتفاعات تتراوح بين 5200 قدم و8300 قدم.
ولفت العلماء إلى أن التطوير الواسع النطاق لملاعب الجولف والأحياء السكنية في دورانجو، وهي مدينة تقع في جنوب غرب كولورادو على طول حدود نيو مكسيكو، ربما يكون قد أدى إلى تعطيل أو تجزئة موطن الفراشة الفضية، حيث يتطلب هذا النوع مروجًا رطبة ومفتوحة بها نباتات للمأوى، بالإضافة إلى النباتات العشبية، والتي تعد مصادر رحيق "حاسمة" للأنواع.
كوكتيل الضغوط
ويعتبر إرضاء تلك الفراشات عند تناول الطعام، حيث إنها وفقًا للعلماء تتغذى حصريًا على نبات المستنقع البنفسجي، لذلك تضع بيضها عادةً على نبات مستنقع أو بجواره، مشيرين إلى أنه بسبب الزحف العمراني وبدلًا من وجود منطقة ضخمة للبحث عن الطعام والسفر، أصبحت الفراشات الآن متمركزة في منطقة واحدة صغيرة جدًا.
وضرب العلماء مثلًا لفهم ما يحدث، حيث قارنوا دورة الحياة الحالية لهذا النوع، برحلة برية لا يوجد فيها سوى أماكن قليلة للتزود بالوقود، وهو ما سيكون من الصعب إكمال أي نوع من الرحلة ذات المغزى، مشددين على أن ما وصفوه بـ "كوكتيل الضغوط"، أدى في النهاية إلى انهيار أعداد الفراشات الفضية في السنوات الأخيرة.
التوترات المناخية
وجعلت الزيادة في شدة الظواهر الجوية المتطرفة، المرتبطة بتغير المناخ، من الصعب على أنواع الفراشات البقاء على قيد الحياة، وأشار العلماء إلى أن درجات الحرارة المرتفعة والجفاف الشديد الذي واجهه الغرب لعقود من الزمن كانا سيئين بشكل خاص بالنسبة للنباتات التي تعتمد عليها الفراشات، وخاصة بالنسبة للبيض واليرقات.
وحذّر العلماء من أن زيادة وتيرة الجفاف، وفصول الشتاء الدافئة بشكل متزايد، وزيادة تساقط الثلوج، لها تأثير ضار على جميع الفراشات التي وصفوها بأنها "كناري في منجم للفحم"، مطالبين بالحد من استخدام المبيدات الحشرية والممارسات الأخرى المتعلقة بالأراضي، مثل السماح للساحات بالنمو البري، وإضافة نباتات صديقة للفراشات، وهي الطرق التي ستسمح لمجموعات الفراشات بالازدهار.