تتواصل الظواهر الجوية القاسية في ضرب مناطق متفرقة في الولايات المتحدة الأمريكية، فبعد موجة الطقس السيئ من العواصف الثلجية الناتجة عن الظواهر القطبية العنيفة، جاءت ظاهرة "الأنهار الجوية" التي نتجت عنها فيضانات مدمرة ضربت ولاية كاليفورنيا ومقاطعاتها، وتدفقات طينية حاصرت العديد من المدن، لتؤكد وفقًا للعلماء أن التغيرات المناخية تكشف عن وجهها الغاضب خلال تلك الأحداث، التي يُمكن أن تزداد سوأ في المستقبل.
التغيرات المناخية
وتعد التغيرات المناخية سببًا رئيسيًا في الأضرار المتزايدة لظاهرة الأنهار الجوية في الولايات المتحدة، ووفقًا لنيوزويك، فمع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض، تتبخر المياه من المحيطات والبحيرات والجداول، وهذه الرطوبة المتزايدة في الهواء تغذي الأنهار الجوية لتنمو لفترة أطول وأكثر رطوبة وأكثر كثافة، وحذر الخبراء للشبكة الأمريكية، من أن الزيادة في شدة العواصف والأضرار الناجمة عنها في المستقبل ستزيد، إذا لم يتمكن العالم من الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تزيد من درجة حرارة الكوكب.
الأنهار الجوية
وتشهد ولاية كاليفورنيا موجة من العواصف على شكل فيضانات مدمرة تتناقض مع الجفاف الشديد الذي ابتليت به المنطقة منذ عقود، وقد يكون تغير المناخ هو السبب، ووفقًا لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، فإن ظاهرة "الأنهار الجوية" هي المحرك لتلك العواصف، والتي تعتبر في الأساس أنهار في السماء تجمع الرطوبة من المناطق الاستوائية وتعيد توزيع المياه إلى خطوط العرض الأخرى.
وتسببت العاصفة في كاليفورنيا في انقطاع التيار الكهربائي عن 600 ألف منزل وشركة اليوم، وفقًا لموقع متخصص في تتبع التيار في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصفها المسؤولون بأنها عاصفة تاريخية تحمل رياح شديدة وعواصف رعدية وأعاصير، بينما حذرت الأرصاد من استمرار هطول الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة حتى الثلاثاء، مع استمرار الأمطار المتقطعة إلى الجمعة.
التدفق الطيني
ومع هطول الأمطار الغزيرة، تجسدت أسوأ مخاوف الخبراء مع حدوث تدفقات طينية وانهيارات أرضية في لوس أنجلوس، أكبر مدن كاليفورنيا، حيث جرفت العاصفة الطين والصخور والنباتات من أسفل سفوح التلال والجبال، وأغرقت الأرض، وغمرت المياه ثماني مدن كاملة، فيما وصف بـ التدفق الطيني المدمر، مما أدى إلى إنشاء نهر وتدفقت المياه متجاوزة المنازل والسيارات المتوقفة على الممرات.
وقامت السلطات بإخلاء المواطنين، بما في ذلك العقارات الواقعة على طول الممرات المائية، بجانب جميع المخيمات الحكومية في 4 مناطق، بينما طالبت الباقين بتجنب السفر غير الضروري، واتباع إرشادات السلطات، وبحسب مجلة نيوزويك فإن المدينة شهدت العديد من الانهيارات الأرضية المدمرة والطرق والمركبات المغمورة بالمياه.
أضرار اقتصادية
خبراء البيئة، كشفوا للشبكة الأمريكية، أنه يمكن أن يصل عرض الأنهار الجوية إلى 350 ميلاً ويصل طولها إلى 1600 ميل، ومن المعروف أنها تحمل ما يصل إلى 15 ضعف كمية المياه في نهر المسيسيبي مثلًا، وتسبب في أضرار اقتصادية بتكلفة تقدر بـ 1.1 مليار دولار سنويًا على الساحل الغربي للولايات المتحدة، ومع استمرار تغير المناخ، ستصل الأضرار إلى 3.2 مليار دولار بحلول عام 2090.
وقام المسؤولون، بغلق عدد من المدارس وضم أخرى، في الوقت الذي حولت فيه جامعة كاليفورنيا التدريس عبر الإنترنت بدلا من الحرم الجامعي، كما صدرت أوامر بإخلاء عدة مناطق من السكان، وتم نقلهم إلى مراكز إيواء داخل المخيمات الحكومية، كما تم نشر العاملين في خدمات الكوارث وتسريع وتيرة نشر الإمدادات والموارد الحيوية، التي يحتاجها المواطنون في حالات الطوارئ.