حذر العلماء من أن أستراليا ليست مستعدة لكيفية تأثير التغيرات الجليدية في القطب الجنوبي، بما في ذلك الانخفاض التاريخي في الغطاء الجليدي البحري العائم، والذوبان المتسارع للصفائح الجليدية العملاقة، بجانب تباطؤ تيار المحيط العميق المعروف باسم الدورة الدموية المتقلبة.
ويعود سبب الانهيار الجليدي المتسارع إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي ترفع درجة حرارة كلا القطبين بسرعة كبيرة، ويتسبب هذا الاحترار في ذوبان الجليد في كلا المنطقتين، حيث تكمن المشكلة في أن ارتفاع درجة حرارة المحيط تؤدي إلى ذوبان الجانب السفلي من الصفائح الجليدية، التي تنفصل بسبب ذلك وتسير في المحيط.
جغرافيا المجتمعات
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، فإنه من المحتمل أن تؤثر هذه التغيرات على درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء أستراليا بطرق مختلفة، والتي من شأنها أن تغير جغرافية المجتمعات، وتؤثر على جدوى بعض الصناعات الزراعية، وتسرع من ارتفاع مستوى سطح البحر على طول الساحل.
عالم بارز في أبحاث القطب الجنوبي، أكد للصحيفة أن هناك بعض الأدلة على تأثير فقدان الجليد البحري على أنماط الطقس الأسترالية، حيث يمكن أن يكون له تأثير في تجفيف منطقة "نيو ساوث ويلز"، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد أنماط تلك التغييرات.
نقص التمويل
ويرجع ذلك وفقًا للصحيفة، إلى أن الأبحاث المتعلقة بذلك تعاني من نقص كبير في التمويل، مشيرين إلى أن أستراليا خصصت فقط عشرات الملايين من الدولارات سنويا للعمل في القارة، وذهب معظم ذلك لبناء وصيانة السفن والمحطات، وليس الأبحاث.
وتعتبر إحدى نقاط الضعف في الحكومة الأسترالية، هي أنها تنظر إلى القارة القطبية الجنوبية على أنها مشكلة بيئية، ولكنها في الحقيقة، مشكلة تخص الحكومة بأكملها، ولفت العالم البارز إلى أن ذلك الأمر يحتاج إلى بطل في مجلس الوزراء، يمكنه دفع أجندة متعددة العقود في القطب الجنوبي.
الغطاء الجليدي
على مدار ستة أشهر متتالية، تحطم الغطاء الجليدي البحري المحيط بالقارة، ووصل إلى مستوى أقل بكثير من أي شيء مسجل من قبل، حيث تباطأت الدورة الانقلابية في المحيط الجنوبي بنحو 30% منذ التسعينات.
وبحلول منتصف القرن، أشار العلماء إلى أنه يمكن أن تنخفض أكثر بكثير بسبب ذوبان المياه من الصفائح الجليدية في القارة، إذا لم يتم تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير، محذرين من أن ذلك يولد سلسلة من التأثيرات التي سترفع معها مستويات سطح البحر.
المأساة الكبرى
وأثارت التغيرات التي شهدتها منطقة القارة القطبية الجنوبية مخاوف جدية بشأن صحتها المباشرة وتزامنت مع أدلة تشير إلى أن التحولات الأطول أجلا المرتبطة بأزمة المناخ قد بدأت في وقت أقرب مما كان مفترضًا.
ولكن المأساة الكبرى التي كشفها العلماء، هي أن الذوبان المتسارع للجليد الممتد غرب القارة القطبية الجنوبية، أصبح خارج عن سيطرة الإنسان تمامًا، ولم يعد بالإمكان فعل شئ حتى لو انخفضت الانبعاثات بشكل كبير.