حذّر علماء من أن الفيضانات الهائلة والأمواج العاتية، الناجمة عن ظاهرة النينيو، بجانب المياه العذبة المُحملة بالرواسب، والتي اندفعت من الأنهار، ربما أتلفت أجزاءً من أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم، والذي من شأنه زيادة خطر تبييض المرجان على نطاقٍ واسعٍ.
ويقع الحاجز المرجاني العظيم في ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا، ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر، وهو عبارة عن أضخم تشكيل طبيعي للشعاب المرجانية على وجه المعمورة، ويضم أكثر من 350 نوعية مختلفة من المرجان، ومكانًا لعدد هائل من الحيوانات والنباتات البحرية.
مشاكل خطيرة
ويُعاني الحاجز المرجاني في الوقت الراهن، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، من مشاكل كبيرة تتربص بسلامته وبقائه، بسبب التلوث الحاصل في مياه البحر وارتفاع نسبة الكربون المنحل في مياه المحيطات بفعل الاحتباس الحراري، وحديثًا أصبحت الأعاصير المُتتالية واحدة من تلك المخاطر التي تواجهه.
وتأتي هذه المخاوف قبل أيام قليلة من الموعد النهائي المحدد في 1 فبراير لقيام الحكومة الفيدرالية الأسترالية، بتقديم تقرير إلى اليونسكو، عن التزاماتها بحماية الشعاب المرجانية، لتجنب وضعها على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.
الأعاصير القوية
وذهب علماء الشعاب المرجانية ونشطاء الحفاظ على البيئة، إلى أن أكبر المخاوف جاءت من إعصاري جاسبر وكيرلي، اللذين ضربا أستراليا خلال الـ 50 يومًا الماضية، والتي أثارت أمواجًا قوية ألحقت الضرر بالشعاب المرجانية، ومزقت مروج الأعشاب البحرية، التي تعد موطنًا لأبقار البحر والسلاحف، وكانت بمثابة حاضنات للأسماك.
وعلى الرغم من أن الأعاصير، تساعد عادة في تبريد المياه، إلا أن هيئة المتنزه البحري للحاجز المرجاني العظيم أكدت للصحيفة، أن درجات حرارة سطح البحر ظلت أعلى من المتوسط بدرجة مئوية واحدة، وذلك تسبب في وجود مناطق لـ الشعاب المرجانية، تعاني من الإجهاد الحراري.
تحسين المياه
يمكن وفقًا للعلماء، أن تتسبب المياه العذبة في تبييض الشعاب المرجانية، والتي تأتي من خلال تصريف الأنهار لكميات هائلة منها، والمحملة بالرواسب والمواد المغذية إلى الحاجز العظيم، كما يمكن للمياه العكرة أن تحرم مروج الأعشاب البحرية من الضوء وتعزز نمو الطحالب، مما يجعل من الصعب على الشعاب المرجانية أن تنمو وتتكاثر.
واكتشف العلماء أيضًا، تدفقات كبيرة من التلوث تصل إلى الحاجز المرجاني العظيم، وهو اكتشاف تقول الجارديان، أنه قد يكون له آثار على صناع السياسات الاستراليين، الذين يركزون على خفض التلوث من مستجمعات الأنهار، مشيرين إلى أن تحسين نوعية المياه، سيعطي الشعاب المرجانية فرصة أفضل للتعافي من أحداث التبييض الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
الأهداف المناخية
ويرى العلماء، الذين تحدثوا للجارديان البريطانية، أن مراقبة الفيضانات بها "فجوة بحثية" كبيرة، وذلك على الرغم من أن الحكومة الفيدرالية تستثمر 1.5 مليار دولار لحماية الحاجز المرجاني العظيم، وذلك ضمن الأهداف المناخية التي تم الإعلان عنها الشهر الماضي لخفض الانبعاثات بنسبة 75% بحلول عام 2035.
وتوقع مكتب الأرصاد الجوية وإدارة المحيطات والغلاف الجوي الأسترالي، أن الظروف الدافئة ستظل فوق الشعاب المرجانية خلال الشهرين المقبلين، ويعمل نشطاء البيئة، على تطهير حوالي 100 ألف هكتار حول مستجمعات الشعاب المرجانية كل عام.