الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحول خفي في موقف أمريكا وأوروبا تجاه أوكرانيا.. مفاوضات السلام الأقرب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

حمل تقرير نشره موقع "بوليتيكو" مؤخرًا ما يُشبه المفاجأة، إذ أفاد بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والاتحاد الأوروبي تخليا عن هدف "النصر الكامل" لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا، وباتا يميلان الآن نحو التفاوض مع موسكو، للتوصل إلى تسوية سياسية.

وفيما نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" هذا التقرير رسميًا، إلا إن مصادر مطلعة كشفت لـ"بوليتيكو" عن تغير حقيقي في الموقف الأمريكي والأوروبي تجاه أوكرانيا والحرب مع روسيا.

وأفادت الموقع الأمريكي نقلًا عن العديد من المطلعين - الذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم -أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخليا عن هدفهما المتمثل في تحقيق "النصر الكامل" لأوكرانيا على روسيا، لصالح تسوية تفاوضية قد تتنازل عن بعض الأراضي لموسكو.

إلا إنه في العلن، يُصرّ كل من البيت الأبيض والبنتاجون على أنه لم يكن هناك أي تغيير رسمي في السياسة، فيما أخبر اثنان من مسؤولي الإدارة الأمريكية، بما في ذلك المتحدث باسم البيت الأبيض، ودبلوماسي أوروبي، خلاف ذلك لمراسل بوليتيكو، مايكل هيرش.

ويناقش المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون الآن "إعادة انتشار" القوات الأوكرانية بعيدًا عن الهجوم المضاد "الفاشل في معظمه" ​​وإلى وضع دفاعي، وفقًا لمصادر "هيرش".

وشدد "هيرش" أيضًا على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتاد أن يعد بدعم أوكرانيا "مهما كلفنا الأمر"، لكنه يقول الآن "طالما نستطيع" بدلًا من ذلك. ومع توقف تمويل المساعدات الإضافية في الكونجرس، تسعى حكومة الولايات المتحدة إلى "الإحياء السريع" للصناعة العسكرية الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض المجهول لصحيفة "بوليتيكو" إن المفاوضات ستكون بمثابة نهاية اللعبة الأمريكية في أوكرانيا، وأن كل المساعدات المقدمة لكييف كانت تهدف إلى منحها "أقوى يد ممكنة عندما يأتي ذلك".

ووفقا لـ"بوليتيكو"، يريد بايدن وقف إطلاق النار في كل من أوكرانيا والشرق الأوسط، لأن تأييده للعدوان الإسرائيلي على غزة "يكلفه الدعم" بين الديمقراطيين التقدميين، ويريد "تجنب العناوين الرئيسية السيئة في عام الانتخابات".

وأشار هيرش إلى أن بايدن "لا يبدو أنه يمنح الأفضلية" لروسيا بعد أن أمضى ما يقرب من عامين في إعلان دعمه الكامل لهدف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتمثل في تحقيق النصر الكامل.

وقال مسؤول في الكونجرس، وُصِف بأنه مطلع على تفكير الإدارة، إن البيت الأبيض "لا يمكنه التراجع علنًا بسبب المخاطر السياسية” التي يواجهها بايدن، واعترف بأن المناقشات حول محادثات السلام "بدأت".

وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن موسكو ربما تكون مستعدة لقبول وقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى تجميد خط المواجهة الحالي. ونفى الكرملين القصة ووصفها بأنها "غير صحيحة"، بينما نددت كييف بالصحيفة الأمريكية الشهيرة باعتبارها تعمل لصالح روسيا.

وما يخشاه البيت الأبيض الآن هو أن روسيا قد لا تكون مستعدة للتفاوض إلا بعد انتخابات نوفمبر 2024 - الرئاسة الأمريكية-، في حين قد تتجه قواتها إلى الهجوم في الربيع، بحسب هيرش.