تسعى أوكرانيا إلى تحسين موقفها العسكري على أرضية الميدان، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة تفوق موسكو، منذ بداية فصل الشتاء، وتحاول كييف حاليًا، التعبئة العامة ونقل آلاف المجندين إلى أرضية الميدان.
واقترحت القيادة العسكرية الأوكرانية تجنيد ما يصل 500 ألف جندي إضافي، بتكلفة تتجاوز أكثر من 13 مليار دولار.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى إجراء نقاش عام حول احتمال توسيع التعبئة، قائلًا: "إن هذه اللوائح لا تتم مناقشتها واعتمادها خلف أبواب مغلقة، ويجب أن تكون شفافة حتى يفهم الناس أفكار القيادة العسكرية والدوافع التي تقف وراءها".
ويقدر الخبراء العسكريون الأمريكيون، أن خسائر كييف العسكرية قُدرت بنحو 120 ألف جندي أوكراني بين قتيل وجريح، منذ أن بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، فبراير 2022.
خفض سن الاستدعاء
وكان مجلس الوزراء قدم في السابق مُقترحًا تشريعيًا إلى البرلمان، يتضمن تخفيض السن الذي يمكن عنده استدعاء الأوكرانيين للخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عامًا، وإصدار إشعارات الدعوة رقميًا.
وبموجب القانون المقترح، فإن أي شخص يرفض الحضور إلى مكتب المنطقة العسكرية المسؤول سيواجه عقوبات، بما في ذلك حظر السفر إلى الخارج، أو شراء أو بيع العقارات، والتوقف عن دفع مزايا الدولة، إلى جانب تعليق القاعدة التي تنص على أن الأوكرانيين في الخارج لا يتعين عليهم التسجيل لدى السلطات العسكرية.
الحاجة إلى زيادة عدد أفراد الجيش
ومن المتوقع أن يوافق البرلمان على القانون المقترح في يناير، وفي الأسابيع الأخيرة تحدث السياسيون والمسؤولون العسكريون عن الحاجة إلى زيادة عدد أفراد الجيش، من بين أمور أخرى، لإعطاء الجنود الذين يقاتلون منذ عامين تقريبًا فترة راحة.
ومن المتوقع أن يعجز الجيش الأوكراني عن تجنيد 500 ألف عن طريق التعبئة الفورية، بل يحتاج إلى فترة زمنية أطول، مثل العام المقبل.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها قامت بالفعل بتوسيع قاعدة بيانات الأشخاص، الذين يحتمل أن يخضعوا للتعبئة بمقدار 750 ألف إدخال.
استدعاء رجال أوكرانيا في الخارج
من ناحية أخرى؛ أعلن رستم أوميروف، وزير الدفاع الأوكراني، في مقابلة عن العقوبات ضد الأوكرانيين في الخارج الذين لم يتبعوا التجنيد المحتمل في الجيش.
وقال وزير الدفاع، إنه تجري حاليًا مناقشة العقوبات المحتملة ضد أولئك الذين لا يمتثلون للتجنيد، لافتًا إلى أنه ليس تجنيدًا مباشرًا للأوكرانيين في الخارج.
الفترة الأصعب منذ الحرب
وبعد فشل الهجوم المضاد في الصيف الماضي، وتعثر الدعم المالي والعسكري الغربي، يواجه زيلينسكي أصعب فترة منذ الأيام الأولى للحرب الروسية.
وعززت روسيا إنتاجها العسكري، وستحتاج أوكرانيا إلى الاعتماد بشكل أعمق على مواردها الخاصة للحفاظ على خطوطها في العام المقبل.
ويوجد في أوكرانيا نحو مليون رجل وامرأة في قواتها المسلحة، وسط خسائر فادحة، خاصة بين القوات ذات الخبرة وصغار الضباط، بحسب "فايننشال تايمز".