تحت الأرض - حيث إحدى محطات مترو الأنفاق في شمال الشرق الأوكراني - يدرس أكثر من ألفي طفل في مدرسة بُنيت بجهود ذاتية لمعلمين وعائلات يتحايلون بها على حرب مستمرة منذ عامين في البلاد بينما يغيب أفق السلام.
واستعرض تقرير لوكالة الأنباء الأوكرانية المحلية "أوكرينفورم"، اليوم الثلاثاء، تجربة وصفت بـ"المشروع الفريد" على نحو عالمي، في مواجهة حرب تركت أضرارًا على نحو إنساني بعيد المدى.
أكثر من ألفي طالب
ومع بداية العام الدراسي الحالي، سجل أكثر من 800 طالب في مدرسة مترو الأنفاق بخاركيف، والآن ارتفع ليبلغ العدد 2108 طلاب. بحسب عمدة المدينة.
يأتي ذلك بينما تستعد ثلاث مناطق في منطقة خاركيف للتعليم المختلط لأطفال المدارس، بدءًا من 1 سبتمبر 2024، وفق بيان حكومي.
وأعرب إيهور تيريخوف، عمدة خاركيف، عن فخره بهذه التجربة، قائلًا: "نفذنا مشروعًا فريدًا من نوعه للعالم أجمع في خاركيف، لقد تلقينا الكثير من التعليقات الجيدة من الطلاب وأولياء أمورهم والمدرسين، لأنه في الواقع، الجميع افتقد المدرسة حقًا".
وأمام الإقبال، أشار عمدة المدينة إلى صعوبات تواجهها مدرسة مترو الأنفاق لزيادة عدد الفصول الدراسية، إذ استنفذت جميع إمكاناتها بالفعل.
وفي مواجهة ذلك، قال تيريخوف: "إن مدرسة جديدة في طور البناء تحت الأرض في المدينة"، معربًا عن أمله في أن تتمكن هذه المدرسة من بدء العمل، مارس المقبل.
روضة المترو
وأشار عمدة المدينة إلى أن روضة أطفال جارٍ تجهيزها بمترو أنفاق خاركيف، ومن المقرر أن تبدأ العمل يناير 2024.
واعتمدت حكومة كييف بالفعل 19 مشروعًا للمساحات التعليمية الآمنة للعام المقبل، وإلى جانب منطقة خاركيف، تعتبر كراسنوهراد ولوزوفا ذات أولوية لبرامجها، بحسب بيان حكومي.
6.7 مليون طفل أوكراني يعانون لأجل التعلم
وفي تقرير أوردته منظمة اليونيسيف، أغسطس 2023، حذّر من أن الهجمات المستمرة على التعليم داخل أوكرانيا وانخفاض مستوى الالتحاق بالمدارس في البلدان المضيفة، قد ترك 6.7 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عامًا يعانون من أجل التعلم.
وأشارت "اليونيسيف" إلى استطلاع أجرته، أفاد بإبلاغ ما يقارب 57% من المعلمين عن تدهور قدرات الطلاب في اللغة الأوكرانية، ونحو 45% سجلوا انخفاضًا في مهارات الرياضيات.
وبحسب التقرير، فإن ثُلث الأطفال فقط في سن التعليم الابتدائي والثانوي المسجلين في المدارس بأوكرانيا يتعلمون عبر الحضور شخصيًا، فيما يتعلم ثُلث الطلاب المسجلين من خلال نظام مختلط بين الحضور الشخصي والإنترنت، ويتعلم الثُلث بشكل كامل عبر الإنترنت، بحسب موقع الأمم المتحدة.