شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا في عمليات القرصنة الإلكترونية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، إذ انخرط مخترقون مؤيدون للطرفين في حرب إلكترونية موازية للاشتباكات العسكرية على الأرض.
وأعلنت العديد من جماعات القرصنة المؤيدة لفصائل المقاومة الفلسطينية، شنها لسلسلة هجمات إلكترونية على مواقع حكومية وإعلامية إسرائيلية، فيما يبدو أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في مواجهة هذا التصعيد الإلكتروني.
ووفقًا لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن مجموعات قراصنة مؤيدة لفصائل المقاومة الفلسطينية نفذت أكثر من 40 هجومًا إلكترونيًا على مواقع حكومية وإعلامية إسرائيلية، منذ بدء هجوم جيش الاحتلال على قطاع غزة، ومن بين المواقع التي تعرضت للاختراق موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فيما زعمت مجموعات قرصنة أخرى اختراقها لتطبيق الإنذارات الصاروخية الإسرائيلي، ونظام القبة الحديدية للدفاع الجوي.
وعلى الرغم من عدم التأكد من حجم وعمق الهجمات الإلكترونية، إلا أن الحملات الإلكترونية تشير إلى وجود نية لاستكمال العمليات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، بهجمات إلكترونية متزامنة، على غرار ما حصل في الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي المقابل تشير المجلة الأمريكية إلى أنه لوحظ تعاون أوثق بين إسرائيل والولايات المتحدة في مجال الحرب الإلكترونية، خلال الأيام الأخيرة، إذ زادت واشنطن من دعمها الإلكتروني لإسرائيل، فيما تحرك مجتمع التكنولوجيا الإسرائيلي لتشكيل "كتائب مواطنين" لمواجهة الهجمات الإلكترونية.
وعلى الرغم من اعتبار إسرائيل من أكثر الدول تقدمًا في مجال الأمن الإلكتروني، إلا أن حجم وتنوع الهجمات الإلكترونية الفلسطينية، خلال الأيام القليلة الماضية، يشير إلى تطور كبير في قدرات جماعات القرصنة الموالية لفصائل المقاومة الفلسطينية، وفقًا لما أشارت بوليتيكو.
ويبدو أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتزايدة، في تصعيد موازٍ للمعارك على الأرض، إذ تتطلب مراقبة ومكافحة هذه الهجمات جهدًا وقدرات تتجاوز إمكانات بلد في حالة حرب، ومن ناحية أخرى، تشير الهجمات إلى امتلاك جماعات القرصنة المعنية لبنية تحتية وخبرات متقدمة قد تفوق قدرات إسرائيل، وفقًا للمجلة.
وعلى المدى الطويل، من المتوقع أن تشهد الحرب الإلكترونية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية تصاعدًا مستمرًا، كما توضح بوليتيكو، إذ يتزامن الصراع العسكري ويستمر كل طرف بتطوير قدراته الإلكترونية وتنويع أساليبه للضغط على الآخر.
وتواجه إسرائيل تحديًا كبيرًا في التعامل مع هذه الحرب الإلكترونية المتصاعدة، إذ يتطلب الأمر تعزيز التنسيق مع حلفائها، والعمل على تطوير استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات الإلكترونية، وستحتاج إسرائيل إلى تفعيل دور وكالاتها الأمنية في مجال الحرب الإلكترونية، مع زيادة التعاون مع القطاع الخاص لمراقبة الهجمات واكتشاف مصادرها.
وفي ظل استمرار الحالة الراهنة من عدم الاستقرار والتصعيد المتبادل، من المتوقع أن تكتسب الحرب الإلكترونية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني زخمًا متصاعدًا، ما يعني تداعيات خطيرة على الأمن القومي للمنطقة بأسرها.