تناولت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، احتمالية اجتياح إسرائيل قطاع غزة بريًا، مُحذرة في الوقت نفسه من احتمال اندلاع حرب "قاسية" في تلك المنطقة.
وترى المجلة أن القضاء على فصائل المقاومة في القطاع لا يبدو ممكنًا دون احتلال مباشر للأراضي، وهو ما توضح المجلة أنه صعب، فيما تُشير إلى أن اقتحامًا بريًا للقطاع ردًّا على هجمات فصائل المقاومة، قد يكون وشيكًا.
وأشارت إلى أن إسرائيل أقدمت على اجتياح محدود في القطاع مرتين في الماضي، الأولى كانت في إطار العملية التي أُطلق عليها اسم "الرصاص المصبوب"، واستمرت لمدة 15 يومًا 2009، والثانية كانت في عملية "الجرف الصامد" في عام 2014، وكانت لمدة 19 يومًا، وتوقعت المجلة أن يكون الاجتياح البري المقبل "أكبر وأطول وأكثر عنفًا" من المحاولتين السابقتين.
توغل محدود أم اجتياح عميق
وأشارت المجلة إلى أن قادة إسرائيل يدرسون حاليًا نطاق الهجوم القادم، إذ يُمكن أن يشمل التوغل المحدود مثلما حدث في عام 2014، حين استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على منطقة قريبة من الحدود لغلق الأنفاق المستخدمة في تهريب الطعام والمقاتلين والأسلحة، ولكنها توقفت عند ضواحي المدن الرئيسية لتجنب خوض حرب شوارع، وهناك خيار آخر وهو اجتياح عميق إلى القاطع لاحتلال مساحات أكبر في غزة.
وتوعد قادة إسرائيليون بالقضاء على فصائل المقاومة بدلًا من إضعافها، وفي هذا السياق، صرح سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، بأنه يجب تدمير بنية المقاومة بالكامل ومحوها تمامًا من الوجود.
تكلفة باهظة
وأشارت المجلة إلى أن إعادة احتلال قطاع غزة "مُستحيلة"، حيث انسحبت إسرائيل منه في عام 2005، وكانت أحد الأسباب وراء ذلك هو ارتفاع تكلفة الاحتفاظ به.
وتوقعت أن يكون الهجوم البري المُحتمل نسخة أكبر من عملية "الرصاص المصبوب"، حيث يُمكن أن تنتشر القوات الإسرائيلية بمشاركة وحدتين مدرعتين ووحدة جوية خفيفة تضم 5 كتائب.
وكان جيش الاحتلال، أطلق عملية "الرصاص المصبوب" في 27 ديسمبر 2008 بدأت ضربات جوية ضد مواقع في غزة، ولاحقاً نشرت قوات مشاة، وأسفرت عن استشهاد 1440 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين، مقابل مقتل 13 إسرائيليًا.
وبحسب ما أوضحت المجلة نقلًا عن محللين استراتيجيين وعسكرين، فإنه إذا أمر القادة الإسرائيليون في نهاية المطاف باجتياح واسع النطاق، فمن المُحتمل أن يتقدم لواء مدرع أو اثنان مزودان بدبابات، مسافة 6 كيلومترات غربًا باتجاه الساحل، إما شمال وإما جنوب دير البلح.
وهناك احتمال أن تركز وحدتان أو ثلاث بحجم لواء، تضم كل منها بضعة آلاف من الجنود، على الشمال، بما في ذلك حول مدينة غزة، ووحدة أو اثنتان على خان يونس أو رفح في الجنوب، والهدف هو ربما، النيل من فصائل المقاومة الفلسطينية والبنية التحتية، وسيكون التحدي الأكبر، برأي تقرير المجلة، هو حرب الشوارع، وهي مُغامرة تتسم بالفوضى لقوات الاحتلال.