أثار التحول في سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا قلق أوروبا، حيث تخشى الحكومات أن يتم تهميشها من قبل الولايات المتحدة في الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق سلام. وتدرس هذه الحكومات كيفية تعويض أي نقص في المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
عقوبات جديدة
وفي خضم الذكرى الثالثة للحرب الأوكرانية، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، اليوم الاثنين.
وتستهدف هذه التدابير ما يسمى بـ"أسطول الظل" الروسي من السفن التي تستخدمها روسيا للالتفاف على القيود المفروضة على نقل النفط والغاز أو لنقل الحبوب الأوكرانية. وقال الاتحاد الأوروبي إن 74 سفينة أضيفت إلى قائمة أسطول الظل.
كما عاقب، الاتحاد الأوروبي، روسيا بتجميد الأصول وحظر السفر على 83 مسؤولًا وكيانًا - وهي في العادة وكالات حكومية أو بنوك أو شركات.
كذلك، فرضت بريطانيا عقوبات جديدة تستهدف 107 شركات وأشخاص، فيما تقول إنها أكبر حزمة تستهدف آلة الحرب الروسية منذ الأيام الأولى للصراع في عام 2022.
وتستهدف الإجراءات سلاسل الإمدادات العسكرية الروسية، بما في ذلك الشركات في العديد من البلدان -ولا سيما الصين- التي تقول بريطانيا إنها تزود الجيش الروسي بأدوات آلية وإلكترونيات وسلع ذات استخدام مزدوج.
توافق أوروبي
وأكدت الدول الأوروبية استمرار دعمها لأوكرانيا، وخرج مسؤولوها ليؤكدوا على ذلك المعنى في تصريحات متفرقة تناقلتها وكالات الأنباء العالمية،إذ حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من أن "الحكام المستبدين في أنحاء العالم يراقبون عن كثب ما إذا كان هناك أي إفلات من العقاب، إذا انتهكت الحدود الدولية أو غزوت جارك، أو ما إذا كان هناك ردع حقيقي".
فيما ردد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، نفس الرأي، قائلًا إن الكنديين "يؤمنون إيمانًا عميقًا بأن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل يتعلق بقواعد وقيم ومبادئ السيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية التي تحمي كل دولة في العالم. ونحن جميعًا نعتمد على هذه القواعد حتى نتمكن من بناء السلام والأمن".
وبدوره، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أنه سيدعو إلى قمة طارئة لزعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين في بروكسل في السادس من مارس المقبل، مع وضع أوكرانيا على رأس جدول الأعمال.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إن بلاده ستقدم حزمة أنظمة عسكرية بقيمة مليار يورو (1.04 مليار دولار) لأوكرانيا هذا العام.
فيما قال ستارمر إن أصوات الأوكرانيين "يجب أن تكون في قلب الجهود المبذولة من أجل السلام"، في حين أن تدخل ترامب "غير الحوار العالمي" و"خلق فرصة"، مضيفًا أن "روسيا لا تملك كل الأوراق في هذه الحرب".
وعقب فوزه في الانتخابات الألمانية أمس الأحد، قال زعيم حزب الاتحاد المسيحي، فريدريش ميرز، وهو أيضًا من أشد المؤيدين لأوكرانيا: "أكثر من أي وقت مضى، يتعين علينا وضع أوكرانيا في موقف قوة".
وأصرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على أن الولايات المتحدة لا تستطيع إبرام أي اتفاق سلام لإنهاء الحرب دون مشاركة أوكرانيا أو أوروبا. وسلطت الضوء على ما زعمت أنه مواقف مؤيدة لروسيا تتبناها إدارة ترامب.
وقالت كالاس للصحفيين في بروكسل، حيث كانت تقود اجتماعًا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "يمكنكم مناقشة أي شيء تريدونه مع بوتين، ولكن إذا تعلق الأمر بأوروبا أو أوكرانيا، فإن أوكرانيا وأوروبا لا بد أن توافقا أيضًا على هذه الصفقة".