الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد 3 سنوات من الحرب.. أوكرانيا أولى الضحايا المحتملين لتحالف ترامب وبوتين

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عشية الذكرى السنوية الثالثة لانطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، دخلت الولايات المتحدة في محادثات مع روسيا لتسوية الحرب دون مشاركة كييف أو موافقتها، ما أوضح وبشكل متزايد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى للتوصل إلى اتفاق بشروط نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى حد كبير.

وحسب عدد من المحللين الذين كتبوا في ملف بعنوان "بعد ثلاث سنوات، ما هو التالي بالنسبة لأوروبا وأوكرانيا؟" تشير مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن ترامب يتفق مع العديد من وجهات نظر الكرملين، ليس فقط فيما يتصل بأوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، بل وأيضًا فيما يتصل بالنظام الأمني ​​الأوروبي في المستقبل.

وعلاوة على ذلك، يبدو أن واشنطن تتفق مع موسكو في قضية مشتركة من خلال تعزيز نفس الحركات السياسية الأوروبية غير الليبرالية ومهاجمة نفس الحكومات الأوروبية، وخاصة مع الدعم الذي قدّمه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس وعملاق التكنولوجيا إيلون ماسك.

حسب التحليل، إذا كان هذا مؤشرًا على المسار الجديد الذي تنتهجه واشنطن، فإنه سيمثل التحول الأعمق في السياسة الخارجية الأمريكية منذ أربعينيات القرن العشرين، وسوف تكون أوكرانيا أول ضحايا التحالف الأمريكي الروسي الجديد.

في الوقت نفسه، فإن تلك التأثيرات سوف تمتد إلى ما هو أبعد كثيرًا من الحرب الحالية، لتشمل إعادة رسم الخرائط، ودورًا أعظم لروسيا في شؤون أوروبا، والمزيد من التداعيات في مختلف أنحاء العالم، مع إعادة الولايات المتحدة ترتيب علاقاتها مع القوى العظمى وما تبقى من تحالفاتها القديمة.

تعزيز روسيا

في حديثه حول مخاطرات ترامب، يشير دانييل فريد، الزميل بالمجلس الأطلسي والمسؤول السابق في الخارجية الأمريكية، إلى أن جهود إدارة ترامب السريعة لإنهاء الحرب معرضة لخطر تقويض نهجها الخاص.

يقول: "كانت العناصر الرئيسية للخطة واضحة منذ أشهر: وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة الحالي تقريبًا، مع الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا من منطقة كورسك الروسية ورقة مساومة غير محسومة في يد كييف، وترتيبات أمنية لأوكرانيا، التي تشمل في المقام الأول قوات أوروبية، لكن بدعم من القوة الجوية الأمريكية وغيرها من أشكال الدعم".

وأضاف: "إن هذا قد ينجح. ذلك أن أوكرانيا ذات السيادة والأمن سوف تشكل فوزًا كبيرًا لأوروبا والولايات المتحدة، حتى ولو لم تسيطر الحكومة الأوكرانية إلا على جزء من أراضيها في الوقت الراهن، كما كانت الحال مع حكومة ألمانيا الغربية أثناء الحرب الباردة".

واستدرك: "لكن يبدو أن ترامب يعرقل خطته، فقد بدت المحادثات الأمريكية الروسية الأخيرة في المملكة العربية السعودية جيدة، لكن هجمات ترامب اللاحقة على زيلينسكي، والمطالبات الواضحة بعقد انتخابات في أوكرانيا كشرط مسبق للمحادثات، قد تؤدي إلى كسر الزخم الذي ولّدته الدفعة الأولية لترامب".

يتابع: "ربما كان المقصود من النزاع مع زيلينسكي تليين موقف الأوكرانيين، ولكن تأثيره كان تعزيز موقف روسيا، وهو ليس أفضل تكتيك تفاوضي على الإطلاق".

ثمار السبات

يلوم أولريش سبيك، الكاتب في صحيفة "نويه تسورخر تسايتونج"، أوروبا على تضييع الكثير من الفرص لإنهاء الحرب خلال الأعوام الثلاث السابقة، قائلًا: "توسلت كييف للحصول على المزيد من الأسلحة والذخيرة، لكن أوروبا والولايات المتحدة لم توفرا ما هو مطلوب، وكثيرًا ما فرضتا قيودًا صارمة على ما يمكن لأوكرانيا أن تفعله بالأسلحة التي تلقتها".

يقول: "بعبارة أخرى، أتيحت لأوروبا والولايات المتحدة الفرصة لمساعدة أوكرانيا ورفض الإمبريالية التي حوّلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مبرر لوجود نظامه، وهو الموقف الذي قاد أوروبا إلى حربين عالميتين والذي اعتقد كثيرون في الغرب أنه أُلقي في سلة المهملات إلى الأبد".

وأشار إلى أنه مع انتهاء الحرب إلى حد كبير بشروط روسيا، كما تشير تصرفات وتصريحات إدارة ترامب، يمكن لبوتين أن يزعم النصر "وسوف تتوسع روسيا المتمكنة مرة أخرى، إضافة إلى احتلالها وضمها السابق لأجزاء من مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا بعد عام 2014".

وذكر: "هذا من شأنه أن يبعث برسالة إلى جميع الروس مفادها أنه على الرغم من المصاعب التي يواجهونها، أعاد زعيمهم بلادهم إلى مسار المجد والقوة العالمية، وعلم المتمردين في شرق ووسط أوروبا درسًا، وأبلغ الأوروبيين الغربيين، وسوي الملعب مع الصين، بدلاً من أن يصبح شريكها الأصغر".

وتابع: "النجاح الروسي في أوكرانيا لا يعني فقط أن بوتين سوف يحاول قريبًا القيام بكل ما يلزم لإخضاع بقية أوكرانيا لسيطرته، فهو يضع أيضًا نصب عينيه مولدوفا وجورجيا -التي يهيمن عليها بالفعل نظام صديق لروسيا- وبعد ذلك، سوف ينتظر اللحظة المناسبة لمهاجمة دولة عضو في حلف الأطلسي باستخدام الأساليب التقليدية أو الهجينة أو غيرها من الأساليب، ثم يمضي قدمًا في تغيير النظام والاحتلال".

كما ذكر سبيك: "لقد تم تحذيرهم، لكنهم فشلوا. كانت مخاطر التصرف آنذاك أقل كثيرًا من المخاطر التي يواجهونها الآن. والأموال التي كان بوسعهم استثمارها في أمنهم من خلال دعم أوكرانيا لا تكاد تذكر مقارنة بما قد يتطلبه الأمر الآن لتعبئة جيوشهم وصناعاتهم ومجتمعاتهم لتأمين حدودهم ضد روسيا الأكثر عدوانية في السنوات المقبلة".